ياسر محمد – حرية برس:
سيرت القوات الأميركية دورية عسكرية في ريف الحسكة المتاخم للحدود التركية، اليوم الاثنين، وذلك في تحدٍ للتهديدات التركية بإنشاء منطقة آمنة شرقي الفرات من دون موافقة أميركية، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول في “الإدارة الذاتية” عن موافقة الانفصاليين على إنشاء تلك المنطقة بعمق 5 كم، وهو ما تريده واشنطن وانفصاليو “قسد”، وترفضه تركيا رفضاً قاطعاً.
وفي التفاصيل، سيّرت القوات الأميركية المرابطة شرق سوريا، دورية عسكرية اليوم الاثنين، في مدينة رأس العين المتاخمة للحدود مع تركيا في ريف الحسكة، لأول مرة، وذلك عقب التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد القوات التابعة لانفصاليي “قسد” شرقي الفرات.
وقالت مواقع محلية، إن الدورية المؤلفة من 4 عربات عسكرية وترفع العلم الأمريكي، جابت شوارع المدينة، ثم اتجهت إلى نقاط تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قرب الحدود التركية.
إلى ذلك؛ قال “آلدار خليل” عضو الهيئة التنفيذية في “حركة المجتمع الديمقراطي”، والقيادي في “حزب الاتحاد الديمقراطي”، إنه ليس لديهم مشكلة في إقامة منطقة آمنة شمال شرق سوريا بعمق 5 كم.
وأوضح خليل في حديث لموقع باسنيوز: “ليست لدينا مشكلة في إقامة منطقة آمنة، لكن هناك بعض التفاصيل التي يجب التباحث بها، كعمق المنطقة الآمنة والقوات التي ستشرف عليها، وموضوع عفرين والتغيير الديمغرافي”.
وأردف خليل أن تركيا تسعى لإقامة المنطقة الآمنة بعمق 32 كم، وهو أمر لا يمكن قبوله لكون تلك المسافة هي التي توجد بها “الإدارة الذاتية”، وهم لا يمانعون بمنطقة آمنة لمسافة 5 كم، على أن تكون قوات حماية الحدود من القوات المحلية.
وزعم أن تركيا تعتقد بأن لديهم مشكلة في إقامة المنطقة الآمنة، وبالتالي تتخذها حجة للسيطرة على المنطقة.
وفي أطراف مدينة منبج، التي تصر تركيا على تنفيذ خريطتها التي توافقت مع واشنطن حولها وتقضي بإبعاد ميليشيا قسد عنها، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن، قام عنصر من ميليشيات قسد بالاعتداد على رجل وامرأة من السكان العرب بشكل ممعن في الإذلال والإهانة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع مصور يوثق اعتداء أحد عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تعتبر “وحدات حماية الشعب” الكردية أهم مكوناتها، على شابين وامرأة بالضرب المبرح والشتائم والإهانات لرفضهم التجنيد الإجباري.
وبحسب ناشطين، فإن المقطع مسرب من هاتف أحد عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية، وكان التقاطه في أطراف مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة الوحدات بريف حلب الشرقي.
وأظهر المقطع سحب العنصر للشابين والمرأة وهم مكبلو الأيدي، من سيارة تابعة للميليشيا إلى ساحة ترابية تابعة لأحد المنازل، وبدأ عنصر الوحدات الذي يرتدي قناعاً بخلع حجاب المرأة والاعتداء عليها بالضرب وعلى الشابين اللذين معها، ليقوم في نهاية المقطع بالتبول عليهم.
وتمارس “الوحدات الكردية” كافة أشكال التمييز العنصري على السكان العرب هناك، بهدف تهجيرهم، وهو ما حصل في كثير من المناطق التي غير الانفصاليون هويتها القومية، وفيما كان المكون الكردي الذي ينتمون إليه يشتكي طوال حكم نظام الأسد التهميش و”التعريب” الإجباري، فإن “الإدارة الذاتية” الانفصالية تمارس في مناطق شرقي الفرات “التكريد” وتهمش المكون العربي بدعم أميركي أوروبي، وعربي أيضاً، وخصوصاً من السعودية والإمارات، إذ يزور مبعوثو الدولتين مناطق الأكراد الانفصاليين في سوريا بين الفينة والأخرى ويقدمون الدعم المطلوب لإرساء انفصال المنطقة وتهجير سكانها من العرب!.. وذلك بذريعة عدم فسح المجال لتركيا للسيطرة على المنطقة.
Sorry Comments are closed