جهاد الحداد-القاهرة-حرية برس:
بمزيد من الدموع والحزن تستقبل الأمهات المصريات خبر اختفاء أحد أبنائهن وحرمانهن منه، وتعانين من وحشة فراقهم في شهر رمضان الكريم.
تروي “هدى شعبان عبد الباقي”، في حديثها إلى مراسلة “حرية برس”، من داخل منزلها في أحد المناطق في محافظة الفيوم ، قصة ابنها “مؤمن أبو الرواش محمد حسن الجبالي”، الذي اختطف من داخل منزله في مدينة النور في الجيزة.
تقول “عبد الباقي” إن عناصر الشرطة داهموا منزله الصغير وحطموا محتوياته كاملة، من دون وجود إذن مسبق من النيابة العامة، وانقطع التواصل معه وزوجته “رحمة عبد الله عبد الحكيم” منذ ذلك الحين.
وذكرت “عبد الباقي”، وهي أم معتقل آخر يدعى “أحمد أبو الرواش”، أنه حوكم في محكمة عسكرية قضت بسجنه خمس سنوات في المنيا، وأنها قدمت طلب استغاثة إلى النائب العام والمحامي العام في القاهرة، طالبت فيه بالكشف عن مصير ابنها وزوجته.
ووجهت الاتهام بخطف ابنها وزوجته إلى عناصر ملثمين تابعين لجهاز الأمن الوطني، وحملت المتسببين في اختفائهما المسؤولية الكاملة عن سلامتهما، وطالبت كذلك بمحاسبتهم لأن ما فعلوه جريمة يعاقب عليها بالقانون.
وطالبت النائب العام والسلطات المصرية في القاهرة بالإفصاح عن مكان احتجازهما، مناشدة وزارة الداخلية الحفاظ على سلامتهما.
وفي حديث خاص لـ”حرية برس” مع الباحث الحقوقي في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، “أحمد العطار”، قال إن “واقعة اختفاء المواطن المصري، “مؤمن رواش” وزوجته “رحمة عبد الله”، من داخل شقتهما في في الجيزة، لم تكن الحلقة الأولى ولن تكون الأخيرة، فى مسلسل الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري الذي شهده المواطنون المصريون على مدار ست سنوات انقضت، إذ شهدت مصر خلال تلك الفترة واحداً من أسوأ سجلات الاعتقال والاختفاء القسري فى منطقتنا العربية والشرق الأوسط”.
وأضاف “العطار” أن واقعة اعتقال الزوجين بعد مداهمة الشقة وكسر بابها وبعثرة محتوياتها بواسطة مجهولين أسلوب تعتمده قوات الأمن المصرية، خاصة أنهم عمدوا إلى تكرار الأسلوب نفسه مع أسر مختلفة.
ولفت إلى أن آخر حادثة من هذا النوع كانت اعتقال أسرة كاملة مكونة من الزوج “عمر عبد الحميد أبو النجا” 26 عاماً، وزوجته “منار أبو النجا” 26 عاماً، وطفلهما الرضيع “البراء عمر عبد الحميد” الذي يبلغ عاماً واحداً، من داخل شقتهما في الإسكندرية، وذلك بحسب شهادة الجوار وشهود العيان المقربين من الأسرة، موضحاً أن هذه الحادثة وقعت في الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس، ولم يتشنّ لأحد حتى الآن الحصول على معلومات تفيد بمكان احتجازهم أو تتعلق بمصيرهم أو حتى أسباب اعتقالهم.
وأردف “العطار” أن الواقعتين تعدان نموذجاً واضحاً ومتطابقاً لغياب دولة القانون فى مصر، إذ يعتقل مواطنون آمنون من داخل محلات إقامتهم، ويقتادون إلى أماكن غير معروفة من دون أي مسوّغ قانوني أو مراعاة ظروف الأم أو الطفل الرضيع.
وفي حال وجود حالة تستدعي الرعاية أو العناية الخاصة فهي لا تتوفر فى أماكن الاحتجاز غير الإنسانية التي يساقون إليها، وذلك وفق ما يذكر شهود عيان عاشوا التجربة ذاتها في وقت سابق، إذ صرحوا أن زنازين أمن الدولة أشبه بمقابر عفنة تنتشر فيها الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة التى من شأنها أن تؤثر على صحة وسلامة كبار السن والأطفال الرضع والأمهات الحوامل.
وشدد الباحث الحقوقي على أن السلطات المصرية ترتكب في هذه الحالات جرائم غير أخلاقية، سواء فى هاتين الواقعتين أو في وقائع مماثلة، مخالفين بذلك أدنى المعايير والحقوق القانونية التي نص عليها الدستور والقانونان المصري والدولي، فضلاً عما يمكن أن ينتج عن ذلك من آثار نفسية قد تؤدي الى كارثة إنسانية بحق طفل رضيع أو آخر ما زال جنيناً في رحم أمه.
يشار إلى أن “مؤمن أبو رواش محمد حسن الجبالي” من مواليد 13/12/1991 يبلغ من العمر 27 عاماً، وحاصل علي ليسانس ألسن من جامعة المنيا قسم اللغة الإيطالية بتقدير عام جيد جداً، كما حاز علي أكثر من 12 شهادة تقدير دولية ومحلية، وقد سبق اعتقاله هو وشقيقه “أحمد أبو الرواش” ثم أخلي سبيله، ليعاد اعتقاله مؤخراً ولم يستدل على مكانه وزوجته حتى الآن.
عذراً التعليقات مغلقة