ياسر محمد – حرية برس
متجاهلة إصرار النظام على معاقبة أهالي الغوطة الشرقية وبعض بلدات ريف دمشق، عبر حرمانهم من الخدمات الأساسية، قدمت اليابان منحة مالية عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سوريا، لتأهيل البنى التحتية في الغوطة الشرقية بما فيها مدينة حرستا.
وقالت السفارة اليابانية في سوريا، أمس الثلاثاء، إن المنحة التي قدمت كمساعدات إنسانية لسوريا بلغت 557 مليون ين ياباني (5 ملايين دولار أمريكي).
وبحسب السفارة اليابانية، فإن المساعدات التي قدمتها اليابان تهدف إلى الإسهام في تعزيز التعافي المبكر والقدرة على الصمود لدى الأشخاص والمجتمعات المتأثرة في الغوطة الشرقية.
وكان مراسل “حرية برس” في الغوطة الشرقية، عمران الدوماني، قال أمس إن مئات العائلات من المتبقين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، نزحوا إلى أحياء العاصمة دمشق وضواحيها، وذلك بعد سيطرة قوات نظام الأسد على المنطقة، وسط تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية، فضلاً عن الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم ومدنهم.
ونقل الدوماني عن “ياسين محمد” أحد النازحين من مدينة دوما إلى العاصمة دمشق، قوله: “بعد رفضي أنا وعائلتي الخروج إلى الشمال السوري، قررنا البقاء وإصلاح ما استطعت من منزلي، وعند دخول قوات نظام الأسد، أصبحت الأمور معقدة بسبب إبتزاز عناصر قوات النظام للمدنيين من خلال السرقة علناً للمحلات التجارية والمنازل”.
وأشار “محمد” إلى إهمال مؤسسات الأسد الخدمات في المدينة متقصدةً ذلك لمعاقبة من تبقى من المدنيين، وذلك من خلال عدم إزالة الركام والقمامة من الطرقات، والذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والأمراض، والخوف من انتشار الأوبئة بين المدنيين، وذلك بعد انتشار القوارض بشكل كبير.
من جهته؛ عاتب رئيس هيئة التفاوض المعارضة، نصر الحريري، الدول التي تسعى إلى التطبيع مع نظام الأسد، وقال في تغريدة على صفحته الرسمية في “تويتر”، أمس الثلاثاء: “إن محاولات التطبيع التي تقوم بها بعض الجهات والدول إنما تمثل في الحقيقة تطبيعا مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وشبكة مافيا تمارس الإجرام والإرهاب في سورية إضافة إلى أنها تبعد النظام أكثر عن الحل السياسي عبر تعزيز شعوره بالانتصار الموهوم”.
وأشار الحريري في تغريدة أخرى إلى أن “انتهاكات النظام مستمرة في كل المناطق التي تحت سيطرته ويمارس الأعمال الانتقامية بشكل ممنهج وبدون وجود بيئة هادئة وآمنة ومحايدة توفرها هيئة الحكم الانتقالي لن تكون هناك أية فرصة لأي دستور أن يرى النور ويطبق ولا لأي انتخابات نزيهة أن تحدث”.
وفي سلسلة تغريداته التي أطلقها أمس، بعد اجتماع هيئة التفاوض مع المجموعة الدولية المصغرة حول سوريا، تجنب الحريري ذكر أي دولة بالاسم سوى إيران التي خاض في تفاصيل احتلالها لسوريا، فكتب مفصلاً بالأرقام: “خلال الفترة الماضية أقامت إيران أكثر من ٥٢ نقطة وموقع عسكري في جنوب سورية وهدفها النهائي تأسيس حزب الله السوري، وأسست خلايا أمنية و٨ حوزات وخمس جامعات إضافة إلى محاولاتها المستمرة في تغيير معتقدات الناس ودياناتهم عبر أساليب الترغيب والترهيب المتنوعة”.
ويريد رئيس هيئة التفاوض من خلال تركيزه على إيران الإيحاء للمجتمع الدولي أن أي دعم أو تطبيع مع نظام الأسد سيكون في الحقيقة دعماً لإيران ومشاريعها الطائفية في سوريا وعموم المنطقة، وفق محللين.
عذراً التعليقات مغلقة