زينب سمارة – حرية برس
قبل أسبوعين من اليوم، لقي خاشقجي مصرعه فور دخوله مكتب القنصل السعودي في اسطنبول، حيث كان قتلَته في انتظاره هناك، ليقوموا بقطع أصابعه ثم قطع رأسه وذراعه، وفقا لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول تركي رفيع، يوم الأربعاء، حول تفاصيل قتل خاشقجي الواردة في تسجيلات صوتية حصلت عليها الجهات الرسمية التركية.
وبينت التسجيلات إن عملية قتل خاشقجي لم تستغرق أكثر من 7 دقائق، وأن قتلته قد أخلوا المكان خلال ساعتين. ما يجعل من تزامن تسريب هذه التسجيلات مع زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لتركيا، أمرا يعكس تطورا في الضغط الذي تمارسه تركيا ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على حقيقة مصير خاشقجي، المعارض البارز والكاتب في صحيفة واشنطن بوست.
مر 15 يوم على دخول خاشقجي سفارة بلاده في تركيا وعدم خروجه منها، بينما ما تزال السعودية متحفظة على تقديم أي تفسيرات منطقية لما حدث معه، إذ يتداول مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى أنباء تنكر تورط الحكومة السعودية في اختفاء خاشقجي، ليقوموا أيضا بنقل ذلك الإنكار إلى بومبيو خلال زيارته السعودية يوم الثلاثاء.
يذكر إن 15 عميلا سعوديا، بعضهم على علاقة بولي العهد محمد بن سلمان، قد انتظروا خاشقجي داخل السفارة السعودية متوقعين حضوره، ليصل في تمام الواحدة والربع مساءً يوم الثاني من أكتوبر إلى القنصلية، ويفقد أثره منذ تلك اللحظة، فبمجرد دخوله مكتب القنصل السعودي محمد العتيبي، انقض عليه العملاء مباشرة وانهالوا عليه بالضرب والتعذيب وتقطيع أصابعه بحسب تصريح مسؤول تركي وبحسب تقرير ورد في صحيفة يني شفق التركية، اللذان أشارا إلى تسجيلات صوتيه يقال إنها قد كشفت على يد الاستخبارات التركية، وأضاف اللمسؤول التركي إن صوت العتيبي قد ظهر في التسجيلات وهو يطلب من منفذي الجريمة أن يقوموا بفعلتهم خارج مكتبه حتى لا يوقعوه في المشاكل، ليرد عليه العملاء بإن عليه أن يخرس إذا كان يريد العودة حيا إلى السعودية، وفقا لكل من المسؤول التركي والصحيفة.
ووفقا للمسؤول التركي، قام أخصائي الطب الشرعي، خلال عملية تقطيع جسد خاشقجي، بتقديم نصيحة لباقي الفريق المرتكب للجريمة، بالاستماع إلى الموسيقا، قبل أن يقوم هو بوضع سماعات في أذنيه لتقليل التوتر الواقع عليه جراء قيامه بفعل كهذا.
واعتبرت الصحيفة أن معلومات كهذه لم تكن لتكشف إلى العلن في تركيا دون موافقة الحكومة، فالصحف والوسائط الإعلامية التركية المختلفة تقع تحت سيطرة الحكومة أو جهات معارضة للحكومة، إذ تحتوي الغرف الإخبارية التركية عادة على مراقبين، إضافة إلى التعليمات التي يتلقاها المراسلون والمحررون من مسؤولين في مكتب الئاسة.
تؤكد التسريبات التركية ضلوع مسؤولين سعوديين في قضية خاشقجي، ويحسب لهذه التسريبات اتباعها نمطا مميزا إذ ابتدأ نشرها حال الإعلان عن اختفاء خاشقجي، لكنها خمدت قليلا إبان تطور الخطوات الدبلوماسية بين تركيا والسعودية، فقد أجرى الملك سلمان اتصالا هاتفيا مع الرئيس أردوغان، كما أرسل سلمان وفدا رفيع المستوى إلى تركيا، أما ترامب من ناحيته فقد أخذ الاتهامات الموجهة إلى السعودية على محمل الجد، وقام على إثر ذلك بإرسال بومبيو إلى السعودية لجمع أجوبة حول القضية. لكن الترسيات عادت إلى الساحة من جديد يوم الأربعاء، بعد تكرير مسؤولين سعوديين إنكارهم تورط المملكة السعودية في المشكلة، على مسمع بومبيو الذي سيقوم بدوره بنقلها إلى ترامب، وبعد دفاعهم عن ولي العهد وادعاء أنه متهم ظلما في هذه القضية.
ففي مؤتمر صحفي له، يوم الأربعاء، قال ترامب للصحفيين إن إدارته قد طلبت الحصول على الدليل المسجل من السلطات التركية “إن كان ذلك الدليل موجودا أصلا” قائلا إنه “موجود.. على الأغلب” وقال أيضا إنه من المتوقع حصوله على تقرير مفصل من بومبيو حال عودته للبلاد.
عذراً التعليقات مغلقة