الا
خلُصت دراسة جديدة لتغيرات مستوى سطح البحر والتقديرات المستقبلية إلى أن المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر قد يرتفع 2.5 متراً بحلول 2100 و15 متراً بحلول 2300، إن لم يعمل البشر على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة عن مستواها الحالي.
والواقع أن المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر ارتفع من بداية القرن الحالي نحو 0.06 متر، وجاء في الدراسة أن التقديرات المركزية المبنية على تحليلات مختلفة لارتفاع المتوسط العالمي في ظل مستوى انبعاثات معتدل تراوحت بين 0.43 متر و0.85 متر بحلول 2100، وبين 0.85 متر و1.65 بحلول 2150، وبين 1.8 متر و4.3 متر بحلول 2300.
ونظراً إلى أن 11% من البشر البالغ عددهم نحو 7.6 مليار يسكنون في مناطق يقل مستوى سطحها عن مستوى سطح البحر بنحو 10 أمتار، أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحار يعرض أولئك السكان لخطر كبير، ويؤثر سلباً على الاقتصادات والبنى التحتية والأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم.
يختلف ارتفاع مستوى سطح البحر باختلاف الزمان والمكان، وطور العلماء عدة طرائق لتمثيل التغيرات السابقة وتقدير التغيرات المستقبلية، وعلى الرغم من اختلافها تلك الطرائق إلا أنها تصل إلى توقعات متشابهة: من 2000 إلى 2050 يُرجح أن يرتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بمعدل 0.15-0.25 متر، لكن يرجح أن لا يتجاوز الارتفاع 0.46 متر؛ وأما بعد 2050 فتزداد حساسية التقديرات لتغيرات مستوى الغازات الدفيئة ولطرائق التقدير.
قال “روبرت إي كوب” مؤلف الدراسة المشارك، والأستاذ في قسم علوم الأرض والكواكب في حرم جامعة “روتجرز” الموجود في “نيو برونزويك” ومدير معهد العلوم الأرضية والمحيطية والجوية التابع لجامعة روتجرز (صحيح أننا لا نعلم كثيراً عن التغيرات الماضية والمستقبلية لمستوى سطح البحر، لكن انعدام اليقين ليس بسبب يجعلنا نتغافل ونتجاهل التحدي. كل ما يلزمنا حالياً هو التوصيف الدقيق لما هو أكيد عندنا وما ليس بأكيد، لمواجهة الأخطار المحدقة بسواحل العالم”.
استخدم العلماء دراسات حالات من أتلانتيك سيتي ونيوجيرسي وسنغافورة لبحث كيف يمكن الطرائق المستخدمة حالياً في تمثيل التغيرات السابقة في مستوى سطح البحر أن تقيد التقديرات المستقبلية العالمية والمحلية. وبحثوا أيضاً طرائق استغلال التقديرات العلْمية لمستوى سطح البحر، وكيف يمكن أن تؤدي التقديرات الدقيقة إلى أسئلة بحثية جديدة.
الجدير بالذكر أن الدراسة أشارت إلى أن السبب الأكبر لارتفاع مستوى سطح البحر في القرن العشرين -وخصوصاً بعد 1975- هو الاحترار العالمي الذي يسببه البشر.
عذراً التعليقات مغلقة