محمد هنداوي – حرية برس
من لم يمت بالبرميل مات بغيره تعددت الأسباب والقتل واحد، بيت محرّف لواقع منحرف، هكذا يريدها “متجانسة، فسيفسائيّة” إنه راعي الأمن وحامي الأقليات، إنه القطة في عيون من يمرون في شوارع الدبلوماسية في الأمم المتحدة، التي تأكل أبناءها إن جاعت خفيّةً.
20 جريمة قتل، 207 جرائم سرقة ،20 عملية سلب، ثلاث عمليات خطف، 21 جريمة سرقة سيارات، 12 عملية تزوير، 36 حالة تعاطي مخدرات، بمجموع وصل إلى 299 جريمة مسجلة في مدينة طرطوس عام 2017، إنها الحالات التي استطاع أصحابها الإبلاغ عنها في حين هناك الآلاف من حالات التعدي على الأرواح والملكيات الخاصة والعامة، لا يستطيع المواطن الإبلاغ عنها.
وفي دمشق طفلة يكشف بطنها الممتلئ بطفل من والدها جريمة أبيها بعدما قتل أخواتها الثلاثة واعتدى جنسياً على زوجة ابنه، لم يكن ليعلم فرع الأمن الجنائي بمقتل ثلاثة مواطنات لولا إسعاف الطفلة إلى المشفى بسبب تردي وضعها الصحي عقب الحمل التي لم تكن تعلم عنه شيئاً بعد.
حتى الحدائق التي يفترض أن تكون مكان “يرتع” فيه الأطفال، كانت مسرحاً لعملية اغتصاب لامرأة في الثلاثين من عمرها، قام مغتصبها بخنقها بعد الانتهاء من جريمته.
رغم كل ما سبق فإن الموالين في مناطق سيطرة النظام السوري يعبرون عن استغرابهم وامتعاضهم “الخجول” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد شيوع نبأ عن مقتل هذا أو اغتصاب تلك، وأصبح المجتمع المؤيّد الفسيفسائي تائهاً، حيث وقف مع الممثل “يزن السيد” ضد قرار بلدية دمشق التي أمرت بهدمه على إثر بناء المطعم بكامله على “الرصيف”.
ذاته المجتمع الذي نعى اليوم عنصراً من عناصر فرع الأمن العسكري، منتدباً لفرع فلسطين واسمه “أحمد عيسى حبيب”، قتل بعدّة طلقات في الرأس.
وهم الأمن والأمان
وقال الصحفي “محمد السلوم” لحرية برس، أن الفلتان الأمني الذي تعيشه مناطق النظام يعود لانتشار السلاح، وانتشار الميليشيات متعدّدة الولاءات، مشبهاً ما يحصل اليوم بما جرى في الثمانينيات، قائلاً “الآن الكلمة العليا هي لحامل السلاح، ومن يراجع تاريخ سوريا يعلم أن هذه الحالة تكررت في الثمانينيات مع “سرايا الدفاع”، عندما وصلت الدولة الى حالة عجز تام عن مواجهة هذه الميليشيات وتسبب ذلك في صدامات مباشرة بين الميليشيات وقوى الأمن الداخلي والجيش ونتج عن ذلك قتلى صدامات في العاصمة”.
وأضاف “السلوم” أن “حالة التي تعيشها مناطق النظام من فلتان أمني لا تختلف كثيراً عن الفلتان الذي يسود مناطق المعارضة على الرغم من كل ما يقوم به النظام من ترويج لقضية الأمن والأمان وسيطرة الدولة”.
وأكد “السلوم” أن هذا التشبيه لن “يسعد البعض”، مشيراً إلى ذات المشكلة “تقريبا وهي انتشار السلاح” بحسب وصفه.
ونوّه “السلوم” إلى عجز ما تبقى من “ما يسمى مؤسسات الدولة” عن مواجهة الميليشيات التي تكتسب نفوذها من داعمها سواء روسي أو إيراني، متبعاً حديثه عن مستقبل ستقف فيه “الدولة متفرجة وداعمةً للفساد، في ظل غياب الانتماء وأي إحساس بأهمية البلد”.
واستشهد “سلوم” بحادثة اغتصاب أطفال قام بها أحد المتنفذين في طرطوس، لكن المغتصب خرج من السجن بعد أيام قليلة على إثر رشوة دفعها”.
Sorry Comments are closed