ياسر محمد – حرية برس
يزداد المشهد في إدلب، آخر قلاع المعارضة، تعقيداً، مع رفض “هيئة تحرير الشام” حل نفسها، وارتفاع نسبة تصادمها عسكرياً مع “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تشكلت مؤخراً وضمت معظم فصائل الثوار، تزامناً مع وصول تعزيزات لقوات النظام وميليشياته إلى غربي المحافظة التي رشحت معلومات سابقة تفيد بأن روسيا وضعت مخططاً للاستيلاء عليه وفصله عن باقي المحافظة بهدف تفتيتها وضمان أمن قاعدة “حميميم” الروسية، إضافة إلى بسط السيطرة على طرق التجارة الرئيسة إلى الساحل السوري.
مصادر قالت لصحيفة “الحياة” اللندنية، إن قوات النظام عززت عديدها في مثلث سهل الغاب– جسر الشغور– جبال اللاذقية (الأكراد والتركمان)، والذي يسعى النظام الى السيطرة عليه وفتح ممر آمن، بالتزامن مع تصاعد القصف على المنطقة.
ورجحت مصادر متقاطعة ان تكون التحركات الأخيرة “تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذه قوات النظام غرب إدلب”. ورأت أن العملية في هذه المنطقة تأخرت بسبب المواجهات التي اندلعت ضد تنظيم “داعش” في السويداء.
أما جنوبي المحافظة، فقد فرضت “هيئة تحرير الشام”، أمس الأربعاء، حظراً للتجوال في مناطق ريف إدلب الجنوبي، وذلك ضمن الحملة الأمنية التي تقوم بها الهيئة لاعتقال الأشخاص الذين يسعون للمصالحة مع النظام، وفق ما أفادت مراسلة “حرية برس” في إدلب.
واتخذت روسيا من تصاعد الحملات التي تشنها “هيئة تحرير الشام” والجبهة الوطنية للتحرير لتوقيف عناصر تتهمها بالترويج للمصالحة مع النظام، ذريعة للتحذير من “تقويض التسوية، وتطبيع الوضع في إدلب لخفض التصعيد وإفشال جهود المصالحة بين أطراف النزاع السوري هناك”. ودعا ما يُسمى “المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سورية” قيادات الفصائل إلى “التخلي عن الاستفزازات المسلحة والتحول إلى مسار التسوية السلمية” في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الفصائل. إلا أن القيادي في “تحرير الشام”، أبو ماريا القحطاني، رد بالقول: “من أهم الأمور والتدابير في التحصين خلع عيون الأعداء في المناطق المحررة وبتر ذيولهم”، مشيراً إلى دور عرّابي المصالحات في تسليم درعا.
وفيما يخص مصير المحافظة والمحيط المحرر بجوارها من أرياف “اللاذقية وحماة وحلب”، تتوالى التسريبات والتصريحات التي تؤكد أن روسيا أمهلت تركيا حتى السابع من أيلول المقبل لحل مشكلة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، أو تلجأ روسيا والنظام إلى شن عملية عسكرية واسعة تستهدف كامل المحافظة، وهو ما حذرت منه مؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى نزوح نحو 700 ألف شخص، فيما ستلاقي المحافظة مصيراً هو الأسوأ من بين كل المناطق السورية، وفق تلك المنظمات.
ونفى قيادي بارز أي إمكانية لحل “تحرير الشام” نفسها، موجهاً ضربة كبيرة لآمال سكان المحافظة والجانب التركي، وقال القيادي في الهيئة مظهر الويس: “الذين يتحدثون عن حل الهيئة نفسها، عليهم أن يحلوا الأوهام والوساوس في عقلهم المريض”، مشدداً على أن “سلاح الأخيرة خط أحمر، والأيدي التي تمتد إليه ستقطع… وقرار الهيئة بيد أبنائها الصادقين”.. إلا أن مصادر على دراية بالوضع الداخلي للهيئة، أكدت أن “الويس” يمثل توجه تنظيم “القاعدة” في الهيئة ويتبعه 700 من عناصرها فقط.
جدير بالذكر أن محللين عسكريين وضباطاً منشقين، أكدوا مراراً أن الجبهة الغربية لإدلب هي الهدف الأول لروسيا وإيران وقوات النظام، كونها تشكل عمقاً استراتيجياً لمناطق سيطرتهم، وتهديداً دائماً لقاعدة “حميميم” وطرق التجارة، وتقول فصائل المعارضة إنها أعدت العدة واتخذت كل الإجراءات اللازمة لهزيمة النظام في معركة غرب إدلب، إن وقعت.
عذراً التعليقات مغلقة