زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس
بسبب الدوريات الأمنية المشتركة والتي يقوم بها عناصر المخابرات الجوية والعسكرية بالإضافة لعناصر من الأمن العسكري و الشرطة العسكرية، يختبئ الشبان والرجال الذين يمكن أن يتم اعتقالهم وسوقهم إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، خوفاً من عمليات الاعتقال التي تقوم بها الدوريات المشتركة، ولا يغادر هؤلاء الشبان والرجال منازلهم إلا في حال الاضطرار أو بسبب حالات الطوارئ، حيث أن مدينة حلب تشهد يوميا اعتقال العديد من الشبان والرجال وذلك من أجل اقتيادهم إلى شعب التجنيد الإلزامي وبعضهم يتم اعتقالهم من أجل الخدمة الاحتياطية، وعقب معرفة الشبان والرجال بهذه الأمور أصبح معظمهم لا يغادرون منازلهم إلا لحاجة ملحة.
ولكن الأجهزة الأمنية وعلى رأسها فروع المخابرات العسكرية والأمن العسكري أصبحوا يستغلون هذه الفترة من أجل القيام بدوريات راجلة وينصبون الحواجز المؤقتة والتي يتم فيها اعتقال الشبان والرجال، حيث أن مونديال العالم لهذا العام جعل الأجهزة الأمنية تستغل خروج الشبان والرجال وجلوسهم في الساحات العامة وفي الحدائق الذين يتجمعون لمشاهدة المباريات التي تنقلها شركة الاتصالات المحمولة MTN وبالمجان، كما أن بعض أصحاب المقاهي والكافتيريات لجؤا مؤخراً لوضع شاشات كبيرة من أجل نقل مباريات كأس العالم، وخلال مشاهدة المباريات يقوم عناصر الدوريات المشتركة باعتقال الشبان والرجال.
حتى أن عناصر الدوريات أصبحوا يرتدون ملابس مدنية من أجل إبعاد الشبهات عنهم ومن أجل عدم معرفتهم من قبل المدنيين، وتحدث أحد المدنيين وقد من محاولة اعتقاله في مقهى باب النصر في منطقة حلب القديمة وقال في حديثه لحرية برس “بسبب انقطاع الكهرباء الدائم عن أجزاء واسعة من مدينة حلب أقوم بالذهاب إلى المقاهي لمتابعة مباريات كأس العالم ولا ألتزم بمكان محدد وذلك خوفاً من أن يتم اعتقالي من قبل عناصر المخابرات العسكرية والشرطة العسكرية، ولكنني تعرضت لمحاولة اعتقال خلال متابعتي للمباراة بين ألمانيا وكوريا الجنوبية، حيث دخل ستة شبان بقصد متابعة المباراة ولكنني لاحظت انهم يلتفتون كثيراً وبشكل مستمر، عندها عرفت بأنهم عناصر من الدوريات المشتركة وفوراً تظاهرت بأنني أتحدث على الهاتف وخرجت مسرعاً وتفاجأت بوصول أربعة سيارات تابعة للشرطة العسكرية، وأضاف وسيم “رصدت اعتقال نحو اثني عشر شاباً حيث تم تكبيل أيديهم بالقيود ومن ثم تم اعتقالهم ووضعهم بالسيارات، وبعد ذلك غادرت تلك السيارات إلى جهة منطقة الجميلية وعلى ما يبدو اتجهت إلى فرع الشرطة العسكرية في حي الجميلية”.
ولم يكتف عناصر المخابرات والأفرع بذلك حيث قام عناصر من الشرطة العسكرية التابعة للنظام بنصب حواجز مؤقتة أو ما يعرف بالحواجز الطيارة بالقرب من الساحات والمقاهي من أجل اعتقال الشبان والرجال، حيث أن دورية تابعة للأمن العسكري استطاعت اعتقال ستة شبان دفعة واحدة عقب انتهاء المباراة بين إسبانيا والمغرب، حيث خرج عدة شبان من كافتيريا الرسام في حي الأكرمية ليقوم عناصر الحاجز باعتقال الشبان دفعة واحدة واقتيادهم إلى فرع الأمن العسكري.
ويستاء عدد كبير من المدنيين بسبب استغلال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام القيام بدوريات من أجل اعتقال الشبان والرجال أثناء مشاهدتهم لمباريات كأس العالم، حيث أن بعض المقاهي والكافتيريات التي حدثت فيها حالات الاعتقالات أصبح عدد روادها ينخفض بشكل تدريجي خاصة المقاهي المتواجدة بالقرب من قلعة حلب، وذلك بسبب الانتشار الأمني المكثف الذي تشهده تلك المناطق والتي تخضع لسيطرة المخابرات الجوية وأمن الدولة.
عذراً التعليقات مغلقة