حمص – حرية برس:
أصدر المجلس المحلي في تلبيسة في ريف حمص الشمالي، تعميماً يقضي بمنع فتح صالات الألعاب الخاصة بالأطفال، بالتزامن مع أوقات الدوام المدرسي في المدينة.
ويهدف القرار حسب المهندس نضال دير بعلباوي مدير المجلس المحلي في المدينة، لـ “الحفاظ على سير العملية التعليمية التي يشرف عليها المجلس المحلي في المدينة” وأضاف في حديثه مع “حرية برس”، أن القرار يعبر عن رغبة الأهالي، وقد صدر بعد اجتماع اطلع من خلاله المجلس على الأمر وتداعياته، ليقوم باصدار التعميم على صالات الألعاب
وأوضح “دير بعلباوي” أن تعرض معظم المدارس في المدينة للقصف من قوات الأسد، أسفر عن تضررها بشكل كبير، و تجري العملية التعليمية حالياً في مدارس تضررت بشكل جزئي، حيث تهدمت أسوارها و جدرانها وهي بحاجة لترميم، الأمر الذي نتج عنه، خروج التلاميذ في أوقات الاستراحة ضمن الدوام الرسمي إلى خارج المدرسة، وهذا ما يؤدي لحدوث حالات هروب لبعض التلاميذ، للعب في الصالات المتواجدة بالقرب من المدرسة، وبالتالي التغيب عن الحصص الدراسية.
ونوه قائلاً : ” ان اهتمام المجلس بالمجال التعليمي يتجسد بوجود مكتب تربوي خاص بالمجلس المحلي، وقد قام هذا المكتب بجولة ميدانية على كافة المدارس الموجودة في مدينة تلبيسة وريفها، و تم احصاء كامل لعدد الصفوف والطلاب ومستلزماتها ونواقصها ومحاولة تأمين الممكن منها “.
كما أكد على الحرص الكبير لإدارة وأعضاء المجلس على سير العملية التعليمية، وضمان مستقبل ناجح لجميع الطلاب في مدراس المدينة، كما أكد على أهمية معالجة جميع المعوقات التي تتعارض مع نجاح الشق التعليمي بالمدينة.
و أضاف “ديربعلباوي” أن أكبر الصعوبات التي تواجهنا، تكمن في انعدام الدعم والموارد لدى المجلس، وعدم قيام المنظمات التعليمية بالتنسيق مع المجلس المحلي”.
بدوره قال مدير المكتب التربوي في مجلس المدينة عبد الماجد درويش، “إن تفاعل المكتب مع تنفيذ قرار المجلس المحلي تمثل في الجولات الميدانية على كافة المدارس، ورصد مدى التزام الطلاب لكامل الدوام، ومراقبة الصالات التي يُلزمها التعميم بالإغلاق أثناء الدوام المدرسي، مؤكداً أن هناك عقوبات ستطبق على مخالفي القرار بالتعاون مع المجلس المحلي”.
وقال “درويش” إن هكذا قرار يريح الأهالي بشكل كبير، ويضمنون التزام أولادهم بالداوم، والتأكيد على حصولهم على حق التعليم كاملاً بإشراف المجلس المحلي، وعدم اضاعة الوقت في أمور اللعب أو ما شابه ذلك. وأضاف أن من أهم العوائق التي تواجه العملية التعليمية هي “القصف المتكرر، ونقص الكادر التعليمي، وعدم وجود مواد التدفئة للطلاب، حيث يعانون من برد شديد اثناء الدوام”.
يوضح “درويش” أن نقص الدعم، وعدم تنسيق المنظمات العاملة بالتعليم مع المكتب التربوي في المجلس المحلي، سبب رئيسي لعدم نجاح العملية التعليمية بالشكل الأمثل.
من جهته أكد “مهند العيسى” أحد أصحاب الصالات في المدينة دعمه لقرار الزام أصحاب صالات الألعاب بالاغلاق أثناء فترة الدوام المدرسي للمدارس واصفاً صدور القرار بأنه ” خطوة ناجحة تهدف لاستمرار تعليم الأطفال والاستفادة من الوقت للتعليم”، وأكد في حديثه مع ” حرية برس” على ضرورة التفاعل مع هذا القرار من قبل الأهالي وايصال أولادهم إلى المدرسة من أجل ضمان عدم ذهابهم إلى صالات الألعاب أثناء أوقات الدوام الرسمي للمدارس.
ونوه أن صالات الألعاب ليست مخصصة للأطفال فقط، بل هنالك بعض الشباب أيضاً يقضون أوقاتهم في هذه الصالات، من أجل قضاء بعض الوقت بعيداً عن ظروف الحصار، وهناك أسباب أخرى تلهي الأطفال عن المدرسة، غير صالات الألعاب، حيث يذهبون إلى ملاعب كرة القدم، مما يؤدي إلى بناء جيل بعيد عن التعليم، جيل جاهل لا يهتم بغير اللعب واللهو وترك دروسه والهروب من المدرسة من أجل ذلك.
يذكر أن أهالي ريف حمص الشمالي وأبنائهم يعانون من قلة المدارس التي من المفترض أن تحوي آلاف الطلاب، بسبب استهدافها من طائرات نظام الأسد الحربية ومدفعيته، حيث دمر عدداً من المدارس في شمال حمص، ولا يزال مستمرا على نهجه في قصف ما تبقى منها، وذلك ضمن حصار عسكري يفرضه على شمال حمص منذ 4 سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة