قالت مجلة Evening Standard البريطانية إن محللين وجدوا أن تنظيم الدولة الإسلامية مازال يُروّج كميات ضخمة من الدعايات عبر الإنترنت برغم تعرضه لضغوط عسكرية مكثفة في العراق و سوريا.
وقال الخبراء أن التنظيم يُقدّم وسطياً حوالي 100 مادة جديدة من المحتوى الإرهابي تُبث أسبوعياً .
وتقول الدراسة المتقدمة التي أجراها مركز “Exchange policy” أن عشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت يدخلون إلى المواقع الإلكترونية الجهادية من جميع أنحاء العالم.
كما وجد الباحثون أن المملكة المتحدة تحتل المركز الخامس من حيث نسبة الزائرين لهذه المواقع الإرهابية -بعد تركيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق- وسجلت أكبر تفاعل في أوروبا.
وقد ازدادت حدة المخاوف حول توافر مواد إرهابية على الإنترنت مثل مقاطع الفيديو الخاصة بتنفيذ عمليات الإعدام، وتعليمات حول كيفية صنع القنابل ، بعد استهداف بريطانيا بالهجوم الإرهابي الخامس الذي وقع هذا العام.
وقد قال قائد الجيش الأمريكي السابق الجنرال “ديفيد بترايوس” بعد أحداث الأسبوع الماضي في “بارسونز جرين” : “إن محاولة تفجير قطار تحت الأرض في لندن يوم الجمعة الماضية باستخدام جهاز يمكن أن يُصنع باستخدام المعلومات المتاحة على الإنترنت قد أكد مرة أخرى على الطبيعة الدائمة لهذا التهديد”.
وحذّر الجنرال “جين بيترايوس” من أن جهود مكافحة التطرف على الإنترنت حتى الآن غير كافية. وكتب: “ليس هناك شك في إلحاح هذه المسألة، والوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق”.
ويخلص التقييم الذي تم إجراؤه على 131 صفحة إلكترونية إلى أن فكرة تراجع تنظيم الدولة الإسلامية في الفضاء الإلكتروني “أمر مبالغ فيه بشكل كبير” . وأضاف التقييم أنه “لمدة عام على الأقل، استمر إنتاج المحتوى الإرهابي على الرغم من وفاة الشخصيات الرئيسية في التنظيم، وخسارة الأراضي والقتال المستمر”.
ويُوضح التقرير بالتفصيل ما يلي:
_ ينتج تنظيم الدولة الإسلامية وسطياً في كل أسبوع أكثر من 100 مقالة وأشرطة فيديو وصحف جديدة.
_ يتم نشرها في المجتمع عبر المنصات، وخدمات تبادل الملفات ووسائل التواصل الاجتماعية.
_ يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية الآن خدمة الرسائل المشفرة “تليغرام” باعتبارها منصة الاتصالات الأساسية للتحدث إلى المتعاطفين.
_ لكن الجهاديين لم يتخلوا عن منصات أخرى، يمكن الوصول إليها بانتظام مثل فيسبوك ، تويتر، وغوغل.
_ حسب استطلاع للرأي فإن 74% أي ثلاثة من كل أربعة أشخاص يريدون من شركات الإنترنت أن تكون أكثر نشاطاً في تحديد وحذف المحتوى المتطرف.
وقد تم عرض مقترح للحكومة للنظر في قوانين جديدة للتصدي لحيازة واستهلاك المواد المتطرفة عبر الإنترنت، وقال الكاتب الرئيسي البروفيسور “مارتن فرامبتون” أن الحكومات وأجهزة الأمن لعبت “لعبة عديمة الجدوى” حيث ركزت على إزالة أجزاء فردية من المحتوى.
وقد جذّر من أن “الدلائل تشير إلى أننا لا نكسب الحرب ضد التطرف عبر الإنترنت ، وإذا كانت شركات الإنترنت لن تفعل ما يريده زبائنها وتتحمل المزيد من المسؤولية لإزالة هذا المحتوى، فيجب على الحكومة أن تتخذ إجراءات من خلال لوائح وتشريعات إضافية”.
وخلال هذا الأسبوع ستجري رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” والرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” محادثات لبحث الإجراءات الجديدة الممكنة لمعالجة المشكلة”.
وقد ظهر في وقت سابق من هذا العام أن بريطانيا وفرنسا تبحثان عن خطط قد تجعل شركات التكنولوجيا تواجه غرامات إذا لم تكن جهودها تصل إلى نقطة الصفر.
وقد حذّرت وزيرة الداخلية “إمبر رود” من أن الإنترنت يجب أن لا يكون “مكاناً آمناً” للإرهابيين والمجرمين.
وقالت: ” لقد أوضحت جيداً لزعماء الإنترنت أنهم بحاجة إلى الذعاب إلى أبعد وأسرع من ذلك لإزالة المحتوى الإرهابي من مواقعهم على الإنترنت ومنع تحميلها في المقام الأول”.
وقد أنشأت كل من شركات فيسبوك، مايكروسوفت، تويتر، ويوتيوب “منتدى الإنترنت العالمي” لمكافحة الإرهاب ، وقيادة الجهود الرامية إلى كبح جماح المحتوى المتطرف”.
وبحسب تويتر فإن “المحتوى الإرهابي ليس مكان على المنصة”.
وقال متحدث باسم غوغل : “إن التطرف العنيف مشكلة معقدة، إننا ملتزمون بأن نكون جزءاً من الحل ونحن نبذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه القضايا ، وإننا نحقق تقدماً كبيراً من خلال تكنولوجيا التعليم الآلي، والشراكات مع الخبراء، والتعاون مع الشركات الأخرى من خلال “منتدى الإنترنت العالمي” ، ونحن نعلم أن هناك الكثير مما يتعيّن علينا القيام به”.
وقد صرّحت متحدثة باسم فيسبوك بأن الشركة ملتزمة بمكافحة الإرهاب على الإنترنت وتعمل بقوة لإزالة المحتوى الإرهابي حالما تصبح على بيّنة من ذلك.
وأضافت المتحدثة: “لقد قمنا أيضا ببناء قاعدة بيانات مشتركة لصناعة “البصمات” -بصمات أصابع رقمية فريدة من نوعها- لمقاطع الفيديو أو الصور الإرهابية العنيفة، والتي نعمل بنشاط على توسيعها وتساعدنا في العمل على هذا المحتوى بسرعة أكبر”.
عذراً التعليقات مغلقة