يظهر اللاجئ علي الصبيحي ذو الـ 15 عاماً في هذه الصورة الملتقطة يوم الاثنين 31/7/2017 أثناء مقابلة يجريها مع “أسوشيتد برس” في منزله الكائن بحي المنشية شمال الأردن.
لم تطأ قدم علي المدرسة منذ هرب أهله من الحرب الأهلية في سوريا منذ 5 سنوات، وعوضاً عن ذلك تم تشغيله 12 ساعة يومياً في أحد المحطات التي تقدم الوجبات السريعة، ويعمل الآن في أحد المقاهي لتقديم القهوة، حيث يتعرض لمعاملة سيئة من أرباب العمل، ويعاني من مشقة العمل، والأجر الزهيد، وذلك لكونه المعيل الوحيد لعائلته المكونة من ثمانية أفراد بعد أن وقع والده طريح الفراش.
فشلت عائلة علي في محاولة تسجيله في المدرسة في الأردن عندما كان في العاشرة من عمره، وذلك بسبب خسارة والديه للوثائق التي تُثبت أنه اجتاز الصف الثالث في سوريا، مما يستوجب عليه إعاد دراسة هذا الصف مرة جديدة في الأردن، لكنه رفض ذلك.
يعد علي واحداً من بين أكثر من نصف مليون طفل سوري لاجئ متسرب من المدرسة في دول الجوار (كالأردن، لبنان، تركيا، مصر، العراق) والذين يُفترض أن يكونوا مُسجّلين الآن بالمدارس بموجب الميثاق الذي تم الاتفاق عليه من 18 شهراً في لندن من قبل الدول المانحة والمنظمات الدولية.
تزامناً مع دخول وعود الدول المانحة عامها السابع والتي تشمل تكريس مئات الملايين من الدولارات تلبية لهدف التعليم كنوع من التدخل الإنساني الطارئ، والعمل على التنمية طويلة الأمد لمواجهة تداعيات الحرب الأهلية في سوريا، تعاني المساعدات المقدمة لسوريا نقصاً مستمراً في التمويل.
تقول “جولييت توما” المتحدثة الرسمية باسم اليونيسف: “لو كنا ممولين بالكامل لكان بإمكان المزيد من الأطفال العودة إلى المدارس، حيث يمكن للمال أن يخفف من الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تحول دون حصول الأطفال على التعليم، وإن انتشار الفقر بين اللاجئين من شأنه أن يقود المزيد من الأولاد إلى الأعمال الوضيعة، والعديد من الفتيات إلى الزواج المبكر”.
وتضيف “توما” : “لقد تم إحراز تقدم في هذا الصدد، كما ازداد عدد المانحين، وقد انخفض معدل التسرب من المدرسة للاجئين في دول الجوار من 45% إلى 34% مابين ديسمبر 2015 وديسمبر 2016”.
كما أشار قسم بريطانيا للتنمية الدولية إلى التحسن عندما سُئل حول إخفاق المانحين في تحقيق الهدف الذي تم تحديده في لندن قائلاً: “للمرة الأولى منذ بدء الأزمة هناك، تجاوز عدد الأطفال المنتسبين للمدرسة عدد المحرومين منها”، وأضاف قائلاً: “مايزال حجم التحدي كبيراً”.
كما صرح “روبرت جنكنز” رئيس اليونسف في الأردن بأنه تم تمويل نصف ميزانية التعليم لعام 2017، والتي تُعادل 96 مليون دولار، مما يعرض البرامج الرامية لتشجيع الأطفال على البقاء في المدرسة إلى الخطر أو إعادة التسرب منها.
يضيف “جنكنز”: “تشير الأدلة النظرية إلى تزايد نسبة العمالة بين الأطفال السوريين اللاجئين ولكن ما من إحصائيات متوفرة، وإننا في حاجة إلى دعم من العائلات والنظام التعليمي على حدٍّ سواء لجعل ذلك ناجحاً”.
يتم حالياً تقديم منح نقدية للأطفال قيمتها 28 دولار، وذلك لتغطية أجور التنقلات من وإلى المدرسة، والتكاليف الأخرى المتعلقة بالتعليم.
- ترجمة: رانيا محمود – حرية برس
عذراً التعليقات مغلقة