قالت صحيفة «الشرق الأوسط» إن زعيماً في اليمين المتطرف توجه بدعوة إلى حكومة الإحتلال الإسرائيلي يوم أمس الثلاثاء، بالتدخل أكثر في سوريا لتعيد تصميم حدودها من جديد.
وتحت عنوان «زعيم في اليمين المتطرف يطالب بحصول إسرائيل على حصتها من سوريا» قالت الشرق الأوسط أنه: على أثر حادثة تصفية خلية «داعش» جنوب هضبة الجولان والغارة الثانية التي نفذتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على موقع للتدريب تابع للتنظيم٬ خرج أحد قادة اليمين المتطرف في إسرائيل بدعوة إلى حكومته٬ أمس٬ بأن تتدخل أكثر في سوريا حتى يكون لها مكان في المحادثات على مستقبل سوريا.
وقال الدكتور أريه إلداد٬ عضو الكنيست السابق الذي يعد أحد الرؤساء الروحيين للحركة الاستيطانية في الضفة الغربية والجولان٬ إن «سوريا تتفتت٬ وهذه فرصة لإسرائيل أن تحصل على حصتها فيها». وأضاف٬ خلال لقاء لقيادة حركته٬ إنه «منذ نحو الخمسة أعوام٬ تدور الحرب في سوريا. حين اندلعت الاحتجاجات في عام ٬2011 توقعت إسرائيل سقوطا سريعا للرئيس بشار الأسد. ولم يتردد إيهود باراك (وزير الدفاع في حينه)٬ بأن يعدنا بأن الأمر (لن يستغرق سوى أسابيع معدودة). لم يكن وعده صادقا. في البداية رأينا في الميليشيات المتمردة عنصرا إيجابيا٬ وسريعا تعلمنا بأن هذه المعارضة مجرد كوليرا. وحين انضمت إيران و(حزب الله) و(داعش) وروسيا٬ ومائة ميليشيا قبلية خاصة إلى الحرب٬) تمنينا النجاح للجميع في تدمير الجميع)٬ وجلسنا على الجدار لكي نتفرج. على مّر السنوات السابقة٬ اكتفت إسرائيل بترسيم خطوطها الحمر: عدم مهاجمتنا٬ ومنع نقل أسلحة استراتيجية لـ(حزب الله). وبالفعل٬ فقد رددنا بالنار في كل مرة ضلّت فيها قذيفة سورية طريقها وضربت هضبة الجولان. وفي كل مرة علمت إسرائيل فيها عن محاولة لنقل وسائل قتالية متطورة إلى (حزب الله)٬ قمنا – وفقا لمصادر أجنبية بتدمير قوافل السلاح أو المخازن٬ التي تم تخزين الأسلحة فيها. وسوى ذلك كله٬ فإننا لم نتدخل. لقد أنشأنا مستشفى عسكريا إلى جانب الحدود لكي نعالج المصابين الآتين عبر الجدار الحدودي. ويعمل متطوعون إسرائيليون من أجل تقديم المساعدات الإنسانية٬ حتى داخل سوريا٬ وفي ذلك تل ّخص تدخلنا ومطامحنا. وسوى ذلك٬ فإننا لا نتدخل. لكن سوريا اليوم دولة تتفتت٬ وإسرائيل تتعامل مع الأمر وكأن ما يحدث هو حرب أهلية في كولومبيا. إن مصالحنا تتلخص٬ ظاهريا٬ في الـ(ميكرو – تكتيك) [TACTICS MICRO[ ٬ أو٬ على أدنى تقدير٬ في مسألة تسلّح أعدائنا٬ بدلا من التركيز على التغيرات الجيوسياسية الطارئة على الشرق الأوسط. بعد خمسين عاما على حرب الأيام الستة٬ وبعد تحرير الجولان٬ تمتلك إسرائيل الآن فرصة تاريخية٬ قد تأتي مرة واحدة في العمر: أن تعيد تصميم حدودها من جديد٬ وأن تحصل على الاعتراف بضم الجولان».
وفي موقف يحظى بتأييد قطاع واسع من اليمين الإسرائيلي٬ أضاف إلداد: «إنجاز كهذا لن يتم تحقيقه عبر الجلوس إلى الجدار وانتظار مقتل أو هرب جميع السوريين في حربهم الأهلية. إن التدخل الروسي في الحرب٬ ولا مبالاة الولايات المتحدة٬ قد غيرا قواعد اللعب في البلد. ولو كنا غير راغبين في أن نرى الأسد يعيد تقوية وتسليح نفسه٬ فعلى إسرائيل أن تتخذ قرارا بدعم الجهات السورية المستعدة للتوقيع على الاعتراف بالوضع الذي تشكل في الجولان بعد حرب الأيام الستة؛ دعمهم بالمال٬ والسلاح٬ وبالمعلومات الاستخباراتية». وتابع: «أنا لا أقترح هنا أن نتدخل عسكريا وب ّريا في سوريا لكي نتوج المعارضة بديلا عن الأسد؛ لقد حاولنا في الأمر في لبنان عام 1982 وفشلنا٬ لأن سوريا قد أحبطت تلك الخطوة. ولكننا٬ وفي حال عدم تدخلنا في الحرب٬ فإننا لن نستطيع أن نجلس على الطاولة الدولية التي ستقرر كيف ستبدو سوريا في اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب؛ تماما كما حدث لدى انتهاء الحرب العالمية الأولى٬ حين جلست الجهات الدولية التي كانت شريكة بشكل فعال إلى جانب الطرف المنتصر وشاركت في اللجان الدولية التي قامت بتوزيع الغنائم وحددت شكل خريطة أوروبا».
عذراً التعليقات مغلقة