
بدر المنلا _ حرية برس
مرّ ما يُقارب عام على تحرير البلاد، وما تزال آراء أهالي مدينة حمص متباينة حول طبيعة التحسّن الحاصل، بين من يرى مؤشرات واضحة على استقرار أمني واقتصادي، ومن يلمس صعوبات وضغوطاً مستمرة تؤثر على تفاصيل الحياة اليومية.
وفي جولة استطلاعية لمراسل “حرية برس” في المدينة، تم رصد آراء المواطنين لتقديم صورة شاملة عن واقع المرحلة الراهنة بكل تحدياتها وتحولاتها.
حسام الشيخ زين، تاجر – 53 عاماً
يرى أن المرحلة ما بعد التحرير ستكون صعبة على الصعيد المعيشي، مشيراً إلى أن معظم السكان استُنزِفوا اقتصادياً خلال سنوات الحرب الطويلة.ويضيف أن شريحة واسعة من الأهالي كانت تعتمد سابقاً على الحوالات الخارجية، إلا أن جزءاً كبيراً من المغتربين عاد إلى البلاد، بينما توقفت تحويلات آخرين، ما ترك أثراً واضحاً على الدخل المحلي.
ويشير حسام إلى أن واقع الدوائر الحكومية لم يشهد تغييرات حقيقية، إذ ما تزال الكوادر القديمة نفسها في مواقعها، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة، مطالباً باستبدال المحسوبين على النظام السابق وأصحاب السمعة السيئة بكفاءات جديدة تستحق تولي المناصب.
كما عبّر عن قلقه من ارتفاع فواتير الكهرباء وتأثيرها على حركة الأسواق، متوقعاً زيادة في الأسعار، مشيراً إلى ضرورة التشديد الأمني ليلياً لمواجهة حوادث السرقة، معبراً عن تفهمه للظروف الراهنة، لكنه يأمل بتحسن أكبر في هذا الجانب.
ميرنا مخيبر، ممرضة – 25 عاماً
تصف ميرنا الوضع الأمني بأنه “جيد جداً”، مقارنة بما كان عليه البلد قبل عام، مؤكدة أن أي مشاكل تحصل محدودة ولا تؤثر على الاستقرار العام.
وترى تحسناً اقتصادياً من خلال توفير فرص عمل جديدة للكفاءات وتحسن خدمات الكهرباء والمياه، لكنها تنتقد غياب الرقابة على الأسعار، ما يترك السوق تحت سيطرة التجار دون ضوابط حقيقية.
أما من الناحية السياسية، فتعتبر أن المشهد الداخلي مناسب لجميع الطوائف، وتشيد بالتحركات الخارجية واللقاءات الدبلوماسية التي تعزز مستقبل البلاد الاقتصادي.
محمد رضا – 23 عاماً
لا يلمس محمد تحسناً حقيقياً في الوضع الاقتصادي، مؤكداً أن الأسعار ما تزال مرتفعة، وأن الزيادة الطفيفة في الرواتب لا تكفي لمواجهة الغلاء المتصاعد، خاصة بعد ارتفاع أسعار الكهرباء.
وفي الجانب الأمني، يرى أن الوضع “غير جيد”، مشيراً إلى بعض المخالفات المحددة من عناصر معينة، ومطالباً بتحسن ملموس.
ويلاحظ تغيّراً واضحاً في الحياة الليلية في شارع الحضارة، حيث كانت المقاهي مزدحمة حتى ساعات متأخرة، بينما تغلق الكثير منها أبوابها اليوم، وهو ما يعزوه إلى الظروف الاقتصادية.
ويشير إلى أن الدوريات الأمنية منتشرة بشكل مستمر، لكنه يرى أن بعض الحالات الفردية ما تزال تؤثر على شعور الناس بالأمان، معبّراً عن أمله بأن تتجه الأوضاع نحو الأفضل.
تُظهر هذه الآراء أن التعافي في حمص ما يزال تدريجياً، حيث تتقاطع مؤشرات أمنية إيجابية مع تحديات معيشية كبيرة، فيما يبقى المستقبل مرتبطاً بقدرة المؤسسات على تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين لاستعادة الاستقرار الكامل.








