لم ترسل العديد من الدول العربية، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، رسائل تهنئة لأحمد الشرع بعد أن نصبته إدارة العمليات العسكرية رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على تعيينه في هذا المنصب.
فيما يتعلق بدول جوار سوريا، وعلى عكس الأردن الذي سارع لتهنئة الشرع بعد ساعات من تسلمه منصبه، لم يتخذ كل من العراق ولبنان ذات الخطوة حتى الآن.
والمعروف أن العلاقات بين بغداد ودمشق تراجعت كثيرا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حليف إيران، التي لا تزال تمتلك أوراق نفوذ في العراق تتمثل في الفصائل المسلحة الموالية لها.
كذلك هناك الإطار التنسيقي هو ائتلاف يضم في الغالب أحزابا سياسية شيعية متحالفة مع إيران، وهو الذي أوصل رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني إلى السلطة أواخر عام 2022.
وينطبق ذات الأمر على لبنان، حيث لا يزال حزب الله، حليف طهران، يحظى بنفوذ واسع، على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها مؤخرا بمقتل العديد من كبار قادته وعلى رأسهم أمينهم العام السابق حسن نصر الله على يد إسرائيل.
ولطالما كانت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، إذ فرضت وصاية استمرت ثلاثة عقود وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل سحب قواتها منه عام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
ولم تتخذ الجزائر أيضا لغاية الآن أي خطوات تجاه السلطات الجديدة في سوريا ولم تبعث رسائل تهنئة لرئيسها الجديد أحمد الشرع.
وكانت الجزائر في صدارة الدول العربية القليلة التي تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية أواخر نوفمبر 2011، وظلت متمسكة بمواقفها السياسية والديبلوماسية تجاه دمشق.
وفيما يتعلق بباقي الدول العربية، فلا تزال مواقف كل من تونس وليبيا والمغرب والسودان متوافقة مع بعضها ولم ترسل أي منها إلى الآن أي رسالة تهنئة للشرع.
يشار إلى أن الدول العربية التي هنأت الشرع بالرئاسة هي كل من السعودية وقطر والأردن والإمارات والبحرين ومصر والكويت وعمان ومجلس القيادة الرئاسي اليمني والسلطة الفلسطينية.
وكانت الإدارة السورية الجديدة أعلنت، الأربعاء، تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، ضمن سلسلة قرارات واسعة تضمنت حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.
وأتت هذه القرارات خلال مؤتمر “إعلان انتصار الثورة السورية”، بحضور الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، والعديد من قادة الفصائل المسلحة.