تباين في الموقف الأميركي من التصعيد بين طهران وتل أبيب

فريق التحرير18 يونيو 2025آخر تحديث :
البيت الأبيض – وكالات

فتاة سحلول – حرية برس:

أظهر الموقف الأميركي الرسمي تبايناً واضحاً في التصريحات حيال الضربات الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت طهران وعددًا من المنشآت الحيوية في إيران. 

وأشار مراقبون إلى وجود تنسيق دفاعي غير مباشر بين واشنطن وتل أبيب، رغم النفي العلني لبعض كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

ترامب: “نحن نعرف، وقد نُبرم اتفاقًا”

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريح عبر منصة تروث سوشال، إن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجمات الإسرائيلية على إيران، مضيفاً “إذا تم استهدافنا بأي شكل، فإن القوة الكاملة للجيش الأميركي ستنهال عليكم… كنت على علم بما تخطط له إسرائيل، وأؤيد الدفاع عن النفس ضد التهديد الإيراني.”

وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أشار ترامب إلى رغبته في لعب دور الوسيط مستقبلاً، بقوله “أنا سأعقد اتفاقاً بين إيران وإسرائيل كما فعلت مع الهند وباكستان.”

روبيو: “لا علاقة لنا بالهجوم”

من جهته، نفى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أي تورط أميركي مباشر في الغارات، واصفًا العملية بأنها “عمل أحادي من إسرائيل”، مضيفاً “لم تشارك أي قوات أو أصول أميركية في الضربات. نحن نراقب عن كثب ونحذر إيران من استهداف أي موقع أو قاعدة أميركية في المنطقة.”

دعم لوجستي وتقني غير مباشر

رغم النفي، كشفت تقارير من وكالتي رويترز وأكسيوس أن أنظمة دفاعية أميركية مثل “باتريوت” و”ثاد” شاركت في عمليات الاعتراض التي جرت خلال الرد الإيراني على إسرائيل، مشيرة إلى دعم تقني ولوجستي فعّال ساعد تل أبيب في التصدي لموجات الصواريخ.

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي – طلب عدم الكشف عن هويته – قوله، إن “الولايات المتحدة لم تكن جزءاً من التخطيط أو التنفيذ، لكنها وفّرت تحديثات استخباراتية مباشرة لحظة بلحظة لمساعدة إسرائيل في صدّ الهجمات الانتقامية الإيرانية.”

تناقض في المواقف الأميركية

يشهد الموقف الأميركي حاليًا تناقضًا واضحًا بين تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي تعترف بمعرفة واشنطن المسبقة بالهجمات الإسرائيلية، وتأييده لها، وبين نفي كبار المسؤولين في إدارته لأي تورط أميركي مباشر.

هذا التباين يعكس تعقيدات السياسة الأميركية بين الرغبة في دعم إسرائيل علنًا والحرص على نفي مشاركة رسمية لتجنب تصعيد أوسع في المنطقة.

خلفية ودور أميركي في التصعيد

تلعب الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، دورًا محوريًا في إدارة التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث تدعم تل أبيب عسكريًا وتقنيًا في مواجهة التهديدات الإيرانية.

يأتي التصعيد الأخير في وقت تشهد فيه السياسة الأميركية تقلبات داخلية وخارجية، مع استمرار الضغط على إيران من خلال العقوبات والدبلوماسية، ومحاولة ترامب استغلال الأزمة لتعزيز موقفه السياسي.

كما أن تصريحاته التي تؤكد علمه بالهجمات الإسرائيلية والدعوة إلى عقد اتفاق إقليمي تعكس رؤيته الشخصية واستراتيجيته لتعزيز النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط عبر وساطات محتملة.

اترك رد

عاجل