ويمورُ الجوعُ من النصِّ إلى القتلِ
فأستلُّ الدمعَ بياناً
الموتُ الآن بتوقيتِ الجائعِ في غزة
طفلٌ
وطنٌ
إلا سبعُ سنابل
ترتبكُ الساعة
لا أرقامٌ تُحصي الموتى
أو إيقاعٌ في الساعات
العقربُ يهذي فوقَ جدارِ الوقت
الموتُ هنا بالطول الكامل
والأشلاءُ المنثورةُ في الأرجاء
****
أنا طفلي
يرتجفُ على مقصلة الموت
بدون حضور العدل
فلا محكمةٌ في الحرب الجوعى للّحم..
إنَّ السقف وجدران الدفء تئنُّ
ولا جدرانٌ بعد اليوم
لنرقب توقيت الدرس على ساعته
أو نرقب نشرة أخبار متقنة الحزن..
****
والموتُ الآن بتوقيت الأرض الثكلى
أنت الغافي
إلا بضعُ سنابل
تنمو قرب “الفوسفور”
الهاطل غدراً
والصاروخ “المسكوب”..
صاروخاً لم يمنحك بلحظة حُلْمٍ
وقتاً
كي تأخذه نحو الحقل المغسول بدمعات الرعشة والهدب..
هدبك يا ابني
حيث تربّي شجر الحبّ
وتمسحُ عنه معاني القتل..
وتعلمهُ مسحَ حليب التين بمنديلك..
رشفُ القهوة مَعْ فيروز الشعر
خلال موسيقى الفجر
في شرفة بلور الصبح..
وتعلمه أن يهفوَ، يحنوَ
أن ينظر في المرآة
وفي وجهك يا ابني
كي يتشظى ندماً في الرؤيا
كقصيدة نور..
****
الجوع يُغيَّبُ في النص مع القتلْ..
والقتل الآن بتوقيت الأرض الملأى بالموتْ
طفلٌ
وطنٌ
إلا بضعَ سنابلَ
نحصي وقتاً يحبل موتاً
لا أرباعٌ في الساعاتِ
ولا ساعاتٌ في الساعاتْ..
يرتبك الوقتُ
يئن العقرب في اللحنْ
فيموت الوقت مع الأكفان
لا قبرٌ يا ابني في التل المحتلِّ
ولا متسعٌ خلف بقايا المنزلِ
فاهدأ
وابقَ وسيماً
لا تبكِ لقبرٍ يمتدُّ ليعبر ماء الأوطان
لقبرٍ يبتلع الجوع ولهفة أكل الليمون
لقبرٍ لا يتسع لوجهك يا ابني
لا تقلق وتمهلْ..
ثمةَ غيماتٌ في الأفق أراها
أدفنُ فيها وجهكَ
أسقي سبعَ سنابلَ أقلقها في الصبحِ غيابكَ
فالموت الآن بتوقيت الموت بغزة
أنت الغافي في الغيمْ
وبقايا وطن مسجون في المنفى
وزمانان:
مرجُ سنابلَ
أو حقلُ قنابلْ..
عذراً التعليقات مغلقة