ياسر محمد- حرية برس:
تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا حاجز الخمسة آلاف في الشمال السوري، مع تسجيل أعداد كبيرة في الأيام الأخيرة تنبئ بخروج الوضع عن السيطرة، في الوقت الذي اتهمت فيه الأمم المتحدة ومتخصصون محليون نظام الأسد بالتستر على الأعداد الحقيقية للمصابين في مناطق سيطرته، والذين هم أكثر بكثير من الأرقام المعلنة.
وفي التفاصيل، قال “مختبر الترصد الوبائي” التابع لشبكة الإنذار المبكر، إنه سجل 337 إصابة جديدة يوم أمس الخميس في مناطق شمال غرب سوريا (106 في محافظة حلب، و231 في محافظة إدلب)، ليتجاوز العدد حاجز الخمسة آلاف ويصل إلى 5075.
الأرقام أعلنها رسمياً وزير الصحة في الحكومة المؤقتة، مرام الشيخ، الذي ينشر يومياً على صفحته في تويتر آخر إحصائيات الفيروس.
وقبل أيام، أكدت منظمة الدفاع المدني أن “عدد الإصابات سيشهد انفجاراً حقيقاً خلال الأيام المقبلة، في ظل عدم الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي”.
والثلاثاء الماضي، قال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، إن الإصابات بفيروس كورونا زادت ستة أمثال في شمال غربي سوريا، خلال أيلول الماضي، مؤكداً أنه لا يمكن تتبع مصدر 92% من حالات الإصابة بالفيروس، ومن المحتمل أن يكون حجم تفشي المرض أكبر بكثير من الحالات المؤكدة.
وأضاف المسؤول الأممي أن الإصابات زادت الشهر الماضي ستة أمثال في شمال غربي سوريا، و”تم إبلاغنا بعدم قدرة مرافق الرعاية الصحية في بعض المناطق على استيعاب جميع الحالات المشتبه بها”.
أما في مناطق نظام الأسد، فالوضع يبدو أعقد وأخطر بكثير، إذ يتعمد النظام الكذب والتستر على الأعداد الحقيقية للمصابين وكذلك حالات الوفاة.
ونفى عضو اللجنة الاستشارية لمكافحة الفيروس، الدكتور نبوغ العوا، في 25 من تشرين الأول الحالي، أن تكون الأرقام المعلنة متطابقة مع الإصابات بين صفوف طلاب المدارس، لافتاً إلى أن التعامل مع الفيروس يكون “كأمر مخجل”، والاستهتار به يؤدي إلى كارثة وبائية.
وتحدث العوا، عن بدء ذروة جديدة من الفيروس بسبب اقتراب فصل الشتاء، منبهاً الأهالي إلى ضرورة أخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية من الفيروس.
وفي التاسع من تشرين الأول الحالي، أعلنت منظمة “سيريا ريلايف” وهي أكبر منظمة بريطانية غير حكومية تركز على الوضع في سوريا، أن الوضع في سوريا وصل إلى “حالة الطوارئ”، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد.
ودعت المنظمة في تقريرها الحكومات الدولية والجهات الفاعلة في النزاع إلى اتخاذ إجراءات فورية لمحاولة وقف تفاقم الأزمة.
وسبق واتهمت جهات دولية ومحلية حكومة الأسد بالتستر على الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس، وقال أطباء وعاملون صحيون إن الوفيات تتجاوز 100 حالة يومياً في مشفى المجتهد بدمشق فقط، بينما لم يعلن النظام سوى عن أقل من 300 حالة وفاة حتى الآن، وما يقرب من 5600 إصابة منذ بدء تفشي الوباء!.
عذراً التعليقات مغلقة