ياسر محمد- حرية برس:
احتفلت الميليشيات الإيرانية والفلسطينية المتحالفة مع نظام الأسد، بـ”يوم القدس”، كعادتها كل عام، ولكنها هذه المرة زادت من احتفالاتها ونقلتها إلى أماكن جديدة للتغطية على هزائمها الكبيرة التي تُمنى بها يومياً في عموم أنحاء سوريا، وفيما صعّد مرشد النظام الإيراني ضد دولة الاحتلال كالعادة للتغطية على احتلال دولة الملالي دولاً ومدناً عربية بذريعة “المقاومة”، ردت “إسرائيل” بعمليات جوية نوعية ضد الوجود الإيراني في سوريا، كما جددت عزمها على طرد طهران وميليشياتها من عموم الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، احتفلت ميلشيا “لواء القدس- سرية اللاذقية” التابعة لنظام الأسد وإيران، بـ”يوم القدس” في مدينة سراقب بمحافظة إدلب، التي احتلها نظام الأسد في شباط الماضي بعد معارك دامية مع فصائل المعارضة.
ورفع مرتزقة “لواء القدس” صور الإرهابي المقتول “قاسم سليماني” في رسالة تحدٍ سافرة لمشاعر السوريين الذين أوغل “سليماني” في قتلهم وتهجيرهم.
كما رأى محللون أن إقامة احتفالية في سراقب تحديداً يحمل رمزية خاصة، تنطوي على تحدي مشاعر الناس، وكذلك التغطية على الهزائم الكبيرة لإيران وميليشياتها في سوريا، ومحاولة إظهار عدم التأثر!.
واستثمرت إيران مناسبة “يوم القدس العالمي”، (الذي استحدثته إيران وحددت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كل عام للاحتفال به)، في إظهار وتكريس احتلالها لعواصم ومدن عربية، فمنذ أيام وصور (علي خامنئي، وقاسم سليماني، ورموز الإرهاب الآخرين) تملأ ساحات بغداد ومدن عراقية أخرى، وكذلك دمشق ومدن الساحل السوري وحلب وحمص، وكذا الحال في صنعاء والمدن التي يحتلها “الحوثي” حليف طهران..
إلا أن المناسبة هذا العام شهدت نشاطات مقاومة لنظام الملالي، وتهديدات ترقى إلى حد الإبادة.
ففي درعا، نظم العشرات من أهالي منطقة درعا البلد وقفة احتجاجية رفضاً لوجود الميليشيات الإيرانية متعدّدة الجنسيات في المحافظة التي انطلقت منها شرارة الثورة.
وقال موقع “بروكار برس” إن الوقفة تأتي في وقت تشهد في درعا تحرّكات للنظام وتهديدات بعملية عسكرية في المنطقة، تدعمها ميليشيات إيرانية متعددة الجنسيات وقوات شقيق رأس النظام، ماهر الأسد (الفرقة الرابعة). كما طالب المتظاهرون بخروج الميليشيات الإيرانية من محافظتهم.
وقال مسؤولون ووسائل إعلام، إن إيران نفذت انسحابات تكتيكية من الأراضي السورية في المدة الأخيرة، وذلك من جراء الضربات “الإسرائيلية” التي تستهدف ميلشيات إيران و”حزب الله” في عموم سوريا، وتؤدي إلى خسائر فادحة في صفوفهم.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الفائت، إن إيران تنسحب ببطء من سوريا جراء الضربات الإسرائيلية وتزايد الاستياء الداخلي المرتبط بالاقتصاد ومعالجتها لوباء كورونا.
كما قال وزير الدفاع “الإسرائيلي”، نفتالي بينيت، بداية الأسبوع الجاري، إن القوات الإيرانية تغادر سوريا، من دون ذكر تفاصيل أو أدلة.
ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب بأنه “حركة إلى الوراء من مواقع مختلفة إلى مواقع أخرى بعيدة وبأعداد مخفضة”. وأضاف أن الحركة “لم تكن ضخمة” لكن “لا يمكن إنكارها” بناء على معلومات استخبارية سرية، ويجري كل ذلك في ظل صمت روسي عن الغارات الإسرائيلية، التي تبدو كأنها تماشي رغبة روسيا بالتخلص من التغلغل الإيراني في سوريا.
وقد أجبرت روسيا بالفعل إيران على سحب ميلشياتها من الجنوب السوري، عام 2018 إبان الاتفاق الروسي، الأميركي حول درعا والجنوب، ومنذ أيام كذلك عندما حاولت إيران نشر ميلشياتها هناك مجدداً، إلا أن روسيا أجبرتهم على الانسحاب.
ولا يخفى الدور الأميركي المحوري في تحديد “الباقين” و”المغادرين” لسوريا في النهاية، وقد كان المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، واضحاً جداً في حديثه قبل أسابيع لصحيفة “الشرق الأوسط” حين قال إن إيران ستغادر سوريا بالكامل، وكذلك أميركا وتركيا في نهاية المطاف، كما أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، منذ أيام أن إيران ستطرد من عموم سوريا وليس من جنوبها فقط، وتقابل إيران وميليشياتها الضربات العسكرية والسياسية باستعراضات وصور ولافتات وشعارات “المقاومة والممانعة”!.
عذراً التعليقات مغلقة