ياسر محمد- حرية برس:
واصلت الليرة السورية انهيارها التاريخي، ولامست مستوى 1700 ليرة مقابل الدولار في تعاملات اليوم الأحد، متأثرة بالصراع المتصاعد بين نظام الأسد وقطب الأعمال رامي مخلوف الذي أصدر مقطعاً مرئياً جديداً اليوم، كشف فيه فصولاً جديدة من الصراع بين المتحكمين في “سوريا الأسد”.
وفي التفاصيل، قال رامي مخلوف، اليوم الأحد، إن السلطات (نظام الأسد) أعطته مهلة للاستقالة من رئاسة شركة “سيريتل” المشغل الأساسي لخدمات الهاتف المحمول في سوريا، وإلا فإنها ستسحب ترخيص الشركة، مؤكداً أنه لن يتنحى.
وأضاف مخلوف في المقطع المصور، وهو الثالث له منذ الكشف عن خلاف عميق بينه وبين ابن عمته رأس النظام بشار الأسد، أن انهيار “سيريتل” وهي مصدر رئيسي لإيرادات حكومة النظام، سيوجه ضربة “كارثية” للاقتصاد.
وتحدث مخلوف، المتهم عالمياً بالفساد ودعم نظام الأسد في محرقة الشعب السوري، تحدث عن خلافات بينه وبين “مسؤولين” لم يحددهم، إلا أن الأنباء تدور حول أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد.
وقال مخلوف إنه عجز عن الإفراج عن موظفيه الذين اعتقلتهم سلطات الأسد على خلفية الصراع الدائر، وأنه رفض طلباً بأن تكون حصة “الدولة” في سيرياتيل 50% من حجم الأعمال (ما يعني 120% من الربح، أي أن يدفع مخلوف جميع أرباحه للنظام وفوقها من جيبه!).
وهدد مخلوف بأن انهيار الشركة “سيرياتل” يعني انهيار الاقتصاد السوري، وكرر ذلك عدة مرات في حديثه.
وعلى خلفية الصراع بين مخلوف والأسد وتصاعده، واصلت الليرة السورية انهيارها لتصل إلى حدود 1700 ليرة مقابل الدولار اليوم.
وسجل سعر صرف الليرة السورية، في سوق دمشق (1680 بيع – 1660 شراء) وفي حلب (1670 بيع – 1650 شراء)، بينما تجاوز السعر في إدلب الـ 1700 وسجّلت (1715 بيع – 1680 شراء)، كما سجّلت الليرة السورية أمام الليرة التركية في دمشق (244 بيع – 239 شراء).
بينما وصل سعر غرام الذهب (عيار 21) 82 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف لمدة شهرين!.
وما زال مؤيدو نظام الأسد يطلقون صرخات الاستغاثة من استحالة العيش في ظل هذه الظروف الاقتصادية، متهمين “الحكومة” والوزراء، والمحافظين، ومتناسين رأس الهرم المسؤول الأول عن جوعهم، بشار الأسد، الذي يواصل شراء العقارات في موسكو واللوحات الفنية بملايين الدولارات لزوجته!.
وفي موسكو التي يتواصل الجدل فيها حول مستقبل “الأسد”، أكد محللون وباحثون روس مجدداً أن “بشار الأسد” لا مستقبل له في سوريا.
وكان الإعلام التابع للنظام وإعلاميون عرب موالون لنظام الأسد، أطلقوا بياناً يشبه الاستجداء إلى روسيا للكف عن مهاجمة “الأسد” ونظامه.
وفي أحدث فصول موضوع “الأسد” في روسيا، نشر الباحثان في مكتب “كارنيغي” في موسكو، “أنطون مارداسوف، وكيريل سيميونوف”، مقالة مشتركة مطولة حملت عنواناً لافتاً: “روسيا من دون الأسد” وضعا فيها قراءة شاملة للوضع، بدأت بالإشارة إلى الحملات الإعلامية أخيراً، وتصنيف مراحلها بين انتقادات أطلقتها أوساط رجال الأعمال الروس، تم فيها التركيز على الفساد والعراقيل الموضوعة أمام تطور النشاط الاقتصادي الروسي، قبل أن تنتقل إلى المرحلة السياسية التي تشير إلى فشل النظام في إدارة المرحلة الراهنة، وعجزه عن مواجهة الوضع المتفاقم، فضلاً عن كون وجوده بات يشكل عقبة أمام إطلاق تسوية جدية يشارك المجتمع الدولي في تعزيزها، ودعمها اقتصادياً وسياسياً، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
ورأى الكاتبان أن المهم في الحملات الإعلامية أنها كشفت “الفساد في نظام الأسد، وضعف إمكانياته، وقلة حظوظه في كسب الانتخابات القادمة”، وأن الوضع الاقتصادي المتردي جداً في سوريا يهدد بشكل جدي بانفجار الموقف، كما أن “نظام الأسد كان مقبولاً في زمن الحرب؛ لكنه لن ينجح في مرحلة البناء والإعمار”.
عذراً التعليقات مغلقة