ياسر محمد- حرية برس:
بعد مرور نحو شهرين على وجودهم على الحدود التركية اليونانية، استسلم طالبو لجوء لليأس وطلبوا من السلطات التركية العودة إلى تركيا، وهم ما تم بالفعل، إذ يخشى الطرفان من أن يمثل تجمع طالبي اللجوء بؤرة جديدة لفيروس كورونا لا يمكن السيطرة عليها.
وأبلغ طالبو لجوء موظفي دائرة الهجرة بولاية أدرنة (شمال غرب تركيا) فقدانهم الأمل من فتح السلطات اليونانية الحدود أمامهم للتوجه إلى البلدان الأوروبية الأخرى.
جاء ذلك بعد أن أقنع موظفو الهجرة طالبي اللجوء بأن بقاءهم في العراء يشكل خطراً عليهم من انتشار فيروس كورونا، حيث أعلن طالبو اللجوء أنهم يرغبون بمغادرة المنطقة الحدودية. وفق موقع “الجزيرة نت”.
وتم نقل طالبي اللجوء في حافلات بتنسيق من إدارة ولاية أدرنة إلى دور للضيافة، حيث سينهون فترة الحجر الصحي فيها، في إطار التدابير المتخذة ضد انتشار فيروس كورونا، ثم سينقلون إلى المناطق المناسبة في تركيا.
وكانت تركيا قد فتحت الحدود أمام طالبي اللجوء أواخر شهر شباط الماضي، بعد مقتل جنود لها في ضربة جوية من قبل نظام الأسد في إدلب، ليتدفق مباشرة عشرات آلاف اللاجئين إلى الحدود التركية اليونانية (يشكل السوريون أقل من ثلثهم وفق الإحصاءات)، وتعاملت اليونان بوحشية مع المهاجرين الجدد، فأغلقت حدودها ونكلت بمن حاول العبور من منافذ برية ونهرية قليلة الرقابة، إلا أن نحو 150 ألف طالب لجوء تمكنوا من عبور الحدود، وفق تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
وقال صويلو أول من أمس الخميس، إن نحو 150,600 طالب لجوء عبروا إلى اليونان من البر والبحر منذ 28 فبراير/شباط الماضي.
وأشار صويلو إلى وجود 4,600 شخص ينتظرون أمام معبر “بازاركولة” الحدودي الفاصل بين تركيا واليونان، ويبدو أنهم هم الذين عادوا أدراجهم إلى الداخل التركي لينتهي هذا الفصل من أمواج الهجرة إلى أوروبا.
وفي سياق قريب، تتصاعد موجات الكراهية للأجانب واللاجئين في ألمانيا التي سجلت نحو 1700 اعتداء على لاجئين وأجانب في العام 2019 وفق إحصاء جديد.
وأعلن “المكتب الألماني لمكافحة الجرائم” عن تسجيل ما يزيد على ألف و700 حالة اعتداء على اللاجئين ومراكز إيوائهم خلال عام 2019، مبيناً أن أغلب هذه الاعتداءات كانت وراءها دوافع يمينية متطرفة.
ونقلت صحيفة “عنب بلدي” عن صحف مجموعة “فونكه” الألمانية أمس الجمعة، رد الحكومة على استفسار برلماني من حزب اليسار، بأن عدد الاعتداءات بحق اللاجئين بلغ 1620 اعتداء في عموم ألمانيا، العام الماضي، أسفرت عن إصابة 229 شخصاً.
كما بلغ عدد الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين 128 اعتداء، كان وراء 118 منها دوافع يمينية عنصرية، وأكدت وزارة الداخلية الألمانية أنه يوجد بين ضحايا هذه الهجمات أطفال.
وأوضحت الحكومة في معرض ردها أن الاعتداءات على اللاجئين تمت بفعل مواد متفجرة، أو إشعال حرائق، إلى جانب استخدام أسلحة أخرى.
يذكر أن أخبار طالبي اللجوء على الحدود التركية اليونانية غابت بشكل شبه كامل عن التغطيات الإخبارية بعد تفشي فيروس كورونا وانشغال العالم بأسره به، بعدما كانت أخبار الموجة الجديدة من الهجرة إلى أوروبا تأتي على رأس الأخبار العربية والعالمية.
عذراً التعليقات مغلقة