حين يكذب الروس!!

فريق التحرير17 أغسطس 2016آخر تحديث :
حين يكذب الروس!!

feras.allawi فراس علاوي* فراس علاوي
خلال أسبوع واحد منيت الدبلوماسية الروسية بثلاث هزائم متوالية:
الاولى حين كذّب الناطق باسم الخارجية الامريكية الادعاءات الروسية بأن هناك اتفاقاً روسياً امريكياً من أجل ضرب المعارضة في حلب وأن هناك تنسيقاً روسياً امريكياً بهذا الخصوص.
التكذيب الثاني جاء على لسان علي لاريجاني في رده على أحد النواب الايرانيين الذي طلب توضيحات بشأن إدعاءات روسية باستخدام قاعدة ايرانية من اجل قصف التنظيمات الارهابية في سوريا على حد قولهم فجاء جواب لاريجاني بالتكذيب وان هذا الامر هو مناقض لمواد الدستور الايراني، وهو تكذيب ثبت أنه كاذب، بعد أن ثبت فعلياً أن الروس يستخدمون قاعدة إيرانية في همذان لتشن طائراتهم الاستراتيجية هجمات على مواقع للثوار في سوريا، لكن الأمر في مضمونه يعتبر إهانة للروس.
التكذيب الثالث جاء على لسان الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي أنكرت علمها بما أسماه نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف لقاء مع المعارضة السورية والذي تم اختصاره الى لقاء مع شخصيات “تحسب” على المعارضة مثل الشيخ معاذ الخطيب.
هذا الحراك الدبلوماسي الباهت وان كان كثيفاً يريد الروس من وراءه تحقيق بروبغاندا اعلامية بأنهم موجودون بالمنطقة وبقوة وهي رسائل تسبق التغيير في واجهة السياسة الامريكية رغم الغموض الذي يكتنف السباق نحو البيت الابيض، لكن كلا المرشحين في حال وصول أي منهما سيكون هناك تغيير في سياسة الجمود التي اتبعها اوباما، فالمرشح الجمهوري ترامب بدأ بمراجعة تصريحاته النارية التي بدأ بها حملته الانتخابية ويبدو أنه بدأ يعود لمرحلة أقرب للتوازن في مواقفه بعد التعنت والتهور الذي بدأ به حملته.
أما كلينتون فيبدو أنها تسير في خطا ثابتة وإن كانت ضعيفة مقارنة بأداء الحزب الديموقراطي الضعيف في مواقفه السياسية خاصة الدولية منها.
الاضطراب في السياسة الدولية والتخبط بين كذب روسي واضح وغياب أمريكي غير مفهوم ومبهم يجعل المراقبين للوضع في المنطقة خاصة الوضع السوري في حيرة من أمرهم من المآلات التي ستصل إليها الأمور.
هناك احتمالين لا ثالث لهما في هذه الحالة:
الأول هو استمرار حالة الجمود إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية وبالتالي بقاء الوضع على ما هو عليه مع تغييرات بسيطة على الأرض وازدياد في عدد المجازر بحق الشعب السوري في ظل الانفراد الروسي بمعالجة الأمور على الأرض، وبالتالي مزيداً من الخسائر على الأرض للطرفين خاصة المدنيين ،وربما سيدفع اليأس والتعب مزيداً من القوى على الأرض إلى تغيير مواقفها واتخاذ مواقف أكثر راديكالية وربما الوصول إلى تماهي مع مواقف التنظيمات المتشددة مع قلة الدعم المقدم وربما غيابه بعد التفاهمات التركية الروسية.
الاحتمال الثاني هو حصول اختراق واضح وصريح من أحد الطرفين وهذا يعتمد على:
أولاً_تغيير التحالفات وموازين القوى ومراكزها على الأرض في ظل تقارب روسي تركي وربما يتبعه إيراني، عنوانه محاربة الارهاب بشقيه العربي (داعش والنصرة) والكردي (الpkk,pyd) وبالتالي يصبح الحل أقرب لوجهة النظر الروسية القائلة ببقاء الأسد لقيادة المرحلة الانتقالية مع حكومة موسعة وانتخابات في نهايتها ربما لا يتم فيها ترشيح الأسد.
ثانياً_ استغلال الامريكان للربع ساعة الأخيرة والقيام بخرق واضح للهدوء على الارض وبالتالي تقديم خدمة لمرشحة الديموقراطيين وبدفع من سياسيي البيت الابيض خاصة القادمين منهم إلى فريق كلينتون الرئاسي، هذا الخرق الذي سيوسع الفارق مع المرشح الجمهوري.
هذا الجمود السياسي الذي يدفع ثمنه السوريين من دمائهم لا بد من دفعه للتحرك، ووحدها الفصائل على الأرض يمكنها أن تؤثر فيه، لكن حين تتوحد بقرار مستقل عن جميع الارتباطات وإعلان نفسها فصائل وطنية تحمل أهداف الثورة السورية وبالتالي تلتف حولها الحاضنة الشعبية المنقسمة بسبب انقسام هذه الفصائل، كذلك يجب ان يحصل تقارب سياسي بين أطراف المعارضة وفرض نفسها كمعارضة موحدة ذات خطاب موحد وصريح مع تغيير في الخارطة السياسية السورية لضمان عودة الثقة من الشارع الثائر بها.
ستة أشهر ربما ستشهد الكثير، لكنها بالنسبة للشارع السوري هي خسارة مزيد من الدماء والأرواح.
السؤال الابرز الذي يطرح نفسه الآن هو الغرض من سياسة الترويج والكذب الروسية في هذه المرحلة بالذات وهل تعتمد على ما دار ويدور في أروقة السياسة الروسية التركية؟
في ظل هذا التعتيم من الصعب الحصول على أجوبة واضحة ونبقى بانتظار ستة أشهر أخرى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل