ياسر محمد- حرية برس:
يتواصل التصعيد العسكري والسياسي في إدلب، شمال غرب سوريا، إذ يواصل النظام مدعوماً بالطيران الروسي تقدمه على الأرض، فيما ترسل تركيا مزيداً من وحداتها إلى المنطقة تزامناً مع إعطاء الرئيس التركي مهلة حتى نهاية شباط الجاري ليسحب النظام قواته من المناطق التي تقدم إليها منذ مطلع الشهر وحتى الآن.
وفي آخر التطورات، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، نشر منظومة دفاع جوي محلية الصنع على الحدود السورية- التركية.
لأول مرة.. مضاد طيران على الحدود
وقال أردوغان في حفل عسكري اليوم، إن نشر “منظومة صواريخ الدفاع الجوي المحلي (حصار آ) على الحدود السورية سيذهب النقص الحاصل هناك نهائياً”.
وأضاف أردوغان أن المنظومة المحلية قادرة على القضاء على الهدف بنسبة 100%.
وتزامنت تصريحات أردوغان مع استمرار الجيش التركي إرسال أرتال عسكرية إلى الحدود السورية مؤلفة من عربات ومدرعات عسكرية.
وهدد الرئيس التركي بشن عملية عسكرية في إدلب إذ لم تنسحب قوات النظام من حول نقاط المراقبة في ريف إدلب، محدداً نهاية شباط الجاري كموعد أخير لانسحاب قوات النظام.
وزاد: “قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا اقتضت الضرورة”.
كما هدد باستهداف عناصر قوات النظام مباشرة عند تعرض الجنود الأتراك أو حلفاء تركيا (الفصائل) لأي هجوم، دون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم.
نظام الأسد لم يعر التهديدات التركية اهتماماً فيما يبدو، فقد واصل تحركاته العسكرية في المنطقة، كما قصف الطيران الروسي مناطق محاذية لمدينة إدلب تحاول قوات الأسد التقدم إليها، وخاصة بلدة سرمين وقرية “قميناس” وتلتها الإستراتيجية.
وبعد أقل من ساعة على تصريحات الرئيس التركي، التي طالب فيها النظام بالانسحاب من محيط النقاط التركية في إدلب، سيطرت قوات النظام على بلدة “تل طوقان” في ريف المحافظة وحاصرت النقطة التركية المتمركزة هناك منذ أشهر، وفق اتفاق “أستانا”.
تقطيع أوصال إدلب.. سيناريو الغوطة
ومع تحركات النظام في إدلب بعد سيطرته على مدينة معرة النعمان، رأى محللون عسكريون أن النظام وروسيا ذاهبان باتجاه تطبيق سيناريو “الغوطة”، بحيث يقطعون أوصال إدلب ويفصلونها ويعزلون مناطقها بعضها عن بعض.
فبعد حصار سراقب من ثلاث جهات (شرق، غرب، جنوب) اتجهت قوات النظام نحو عمق ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة سرمين، وبلدة قميناس وتلتها المشرفة على الأحياء الجنوبية لمدينة إدلب، مستعيدة بذلك السيناريو الذي طبقته في السيطرة على الغوطة الشرقية بريف دمشق، حين قطعتها لقطاعات، ما سهل عملية السيطرة عليها.
وإذا تم للنظام السيطرة على سرمين، فإنه يكون قد قطع طريق إدلب- سراقب، وصار طريقه إلى تفتناز وبنش مفتوحاً، وهناك يستطيع قطع الطريق بين إدلب وريف حلب المحرر.
أما بالنسبة لمدينة إدلب (مركز المحافظة والتي تؤوي نحو مليون شخص) فتبعد قوات النظام عنها مسافة 8 كيلومتر تقريباً، وتفصل بينهما قرية “قميناس” (جنوب شرق)، ومع تقدم قوات النظام باتجاه “قميناس” وتلتها ستصبح الأحياء الجنوبية لمدينة إدلب في مرمى نيرانها.
عذراً التعليقات مغلقة