شتاء 2013 وفي مكتب (الهيئة الكردية العليا) بالحي الغربي في مدينة القامشلي، كان هفال رشيد (خالو) وهو واحد من كوادر حزب العمال الكردستاني PKK البارزين في سوريا، يصرخ في وجه أحد قيادي الأحزاب الكردية، مطالباً إياه بالاعتذار للشعب الكردي عن تجرؤه على تقديم طلب رسمي إلى إدارة الأساييش (الأمن الداخلي) لإزالة صور عبد الله أوجلان عن السيارات والعربات العسكرية… وقبل أن يغادر (خالو) المكتب، قال ما لم يجرؤ غيره على قوله: هل صدقت نفسك؟! أنت وحزبك وهيئتك مجرد ديكور في “ثورة روج آفا”.
فإذا كان هؤلاء مجرد ديكور زائف، فمن هم الجسد الحي والصلب، والمحرك الحقيقي للأحداث في شمال وشرق سوريا؟
رحلة الصعود، ودور عناصر PKK
انكفأ النظام السوري تدريجياً من المناطق الكردية منذ الأشهر الأولى للثورة السورية، وبدأ في منتصف 2012 بالانسحاب من المدن الحدودية وتسليم مقراته الأمنية والإدارية لعناصر PYD.
وظهرت قراءات سياسية خاطئة تقول إن PYD لن يستطيع الاستفراد بحكم المناطق الكردية، خصوصاً وأنه يعتمد في تحركه على الحاضنة الشعبية لحزب العمال الكردستاني-PKK، والتي كانت قد بدأت بالتداعى مع بداية الألفية الثانية على خلفية اعتقال وسجن قائد الحزب عبد الله أوجلان في تركيا.
لكن PYD تمكن في وقت قياسي من إعادة استنهاض قواعده بخطاب كردي صرف، معتمداً في حراكه المجتمعي والعسكري على كوادر PKK الذين بدأوا بالتوافد إلى شمال سوريا بعد مبادرة السلام الكردية التركية ربيع 2013، والتي تضمنت إخراج الآلاف من مقاتلي الحزب من جبال جنوب شرق تركيا نحو جبال قنديل في كردستان العراق ومنها إلى شمال سوريا.
مقاتلو PKK الأوائل بدأوا بتشكيل طلائع المجموعات العسكرية من القاعدة الشعبية للحزب في قرى وبلدات الجزيرة السورية، وأشرفوا على تدريب وتأهيل المقاتلين، كما لعبت خبرتهم العسكرية الطويلة، دوراً حاسماً في كسب معارك الحزب الأولى مع فصائل الجيش الحر والفصائل الجهادية في مدينة رأس العين 2012-2013، لكنهم لعبوا أيضاً، دوراً مركزياً في وضع اللبنة الأولى للإدارة الذاتية وأصبحوا فيما بعد نواتها الصلبة من جهة، قبل أن يتحولوا إلى أحد مكامن ضعفها.
تقصّت الصحيفة الزميلة “جسر” من خلال مصادرها الخاصة أثر القادة الفعليين وصناع القرار الفعليين في مناطق سيطرة قسد، وخرجت بالقائمة التالية:
القائد الفعلي لـ”روج آفا”
صبري أوك: عضو المكتب السياسي في حزب العمال الكردستاني، وهو تركي الجنسية من ولاية أضنة. توجه أوك للمرة الأولى إلى سوريا نهاية العام 2013 واستقر في شقة صغيرة ملاصقة لمدينة الشباب بالقامشلي، وهو منتجع سياحي مملوك من الدولة، يضم مسبحاً وفندقاً ومطعمين.
مصادر من داخل مدينة الشباب تحدثت لجسر عن الأيام التي سبقت مجيء أوك بالقول: “كنا 3 مستثمرين لمدينة الشباب، وقد تلقينا بلاغاً شفهياً لحضور اجتماع في أحد المنازل بالحي الغربي في مدينة القامشلي. في الاجتماع الذي لم يستغرق أكثر من نصف ساعة ومن دون تفاصيل كثيرة، قال لنا القيادي الذي التقيناه هناك، إن علينا تسليم مدينة الشباب قبل نهاية العام، إلى الحزب، بحجة وجود نساء في غرف الفندق يعملن في الملاهي الليلية”، وخلال أقل من أسبوع بدأ الحزب بإرسال شباب من مناصريه للهجوم على الفندق وترويع نزلائه للإسراع في عملية التسليم؛ “كنا نعلم أنهم يريدون وضع اليد على الفندق والمباني الملاصقة له، بغرض تجهيز أماكن لإقامة شخصيات قيادية من حزب العمال”.
من الشقة الصغيرة الملاصقة لمدينة الشباب يدير مصطفى أوك عمليات الحزب العسكرية، وأدواره السياسية، كما يتنقل بين سوريا وجبال قنديل في كردستان العراق عن طريق معبر الربيعة/تل كوجر.
كادر من PKK في الظل خلف كل مسؤول رسمي:
نهاية العام 2016 وعلى وقع أزمة معيشية مشابهة لما تشهده المنطقة اليوم، التقى معد هذا التحقيق مسؤولاً في دائرة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية، ولفهم أسباب الانهيار الاقتصادي وقتها، واختفاء أنواع محددة من السوق، سألتُه: كيف؟ ومن يضع خطط الاستيراد والتصدير للمنطقة؟ أجاب بتهكم: أبو دلو. ثم استدرك: لكن بالتنسيق مع هفال علي شير.
وأبو دلو مهرب دخان معروف من مدينة القامشلي، تحول في نظر الأهالي خلال الأعوام الماضية إلى “رامي مخلوف الإدارة الذاتية”؛ يتحكم الرجل بشرايين الاقتصاد في المنطقة الخاضعة لسلطة الإدارة الذاتية، من خلال علاقاته الوطيدة بكوادر حزب العمال الكردستاني من جهة، وضباط النظام السوري من جهة ثانية.
“لا تتعامل الإدارة الذاتية وفق منطق المؤسسات الرسمية مع اقتصاد المنطقة”، يؤكد المسؤول الاقتصادي، ويضيف طالباً إخفاء هويته: “تتجمع واردات المنطقة في خزانة حزب العمال الكردستاني من خلال قنوات عدة يشرف عليها كوادر الحزب بشكل مباشر، ومن ثم يخصص الحزب ميزانية لكل دائرة أو مؤسسة على حدة”.
ويُرجع المسؤول الاقتصادي إلى طريقة تعامل الحزب، كل العقد في البنية الاقتصادية للمنطقة؛ فالكادر هو المسؤول المباشر، ومن حوله تنسج المحسوبيات والفساد شبكاتها، ولا تستطيع الإدارة الذاتية ممارسة أي دور رقابي على تحركات الكادر.
يتلقى الكادر تعليماته من خارج الدوائر الرسمية للإدارة الذاتية، حيث يرتبط تنظيمياً بحزب العمال الكردستاني، وهو بالتالي، يعتبر نفسه غير معني بقوانين الإدارة وقرارتها، إن خالفت وجهة نظره أو التعليمات المحددة التي يتلقاها من تنظيمه.
داخل كراج مدينة القامشلي، وبالتزامن مع العملية التركية في عفرين، شتاء 2018، كانت مجموعة باصات تابعة لشركة خاصة، تتهيّأ لمهمتها اليومية، بنقل موظفي الإدارة الذاتية من القامشلي إلى مكان عملهم في مدينة عامودا؛ لكن سيارة دفع رباعي اقتحمت الكراج، وكانت تستقلها مجموعة مسلحة برفقة مسؤولة المرأة في حزب العمال الكردستاني بالقامشلي (هفال بسي)، وطلبت من إدارة الشركة، تخصيص 5 باصات على الفور، لنقل أنصار الحزب من الأرياف، للمشاركة في مسيرة جماهيرية لدعم “مقاومة العصر في عفرين”.
“اعتذرت لها في البداية. وأبرزت لهم المهمة الرسمية من دائرة النقل في الإدارة الذاتية، والتي تعمل الباصات بموجبها في نقل موظفي الإدارة بين القامشلي وعامودا في هذه الساعة تحديداً”، يقول المشرف على تسيير باصات الشركة، ويضيف: “لم تكلّف (هفال بسي) نفسها عناء الاطلاع على الورقة، وأمرت من كان قد بدأ بالصعود من موظفي الإدارة بالنزول من الباص، والذهاب سيراً على الأقدام إلى وظائفهم”.
هفال (بسي) أو فوزة يوسف أو فوزة حج منصور، أربعينية من قرية جطل بريف الدرباسية. التحقت بحزب العمال الكردستاني في عام 1990 وتقلدت مناصب قيادية في الحزب، قبل أن تتسلم قيادة “منظمة ستار” للمرأة، في سوريا، وتدير اليوم وحدة استخباراتية في قسد، التي تترأس فيها أيضا جهاز التنظيم والإدارة.
مزرعة الخال:
في العام 2016 تتبع ناشط كردي خيوط حادثة اعتقال ونفي القيادي ورئيس المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو، إلى كردستان العراق، المعطيات التي حصل عليها الناشط، كما قال لجسر، تحدثت عن رجل واحد يقف وراء هذا الملف، وهو نور الدين صوفي المعروف بـ (الخال). وهو قيادي في حزب العمال الكردستاني التحق بصفوفه في العالم 1986 وينحدر من قرية (كرباوي) بريف القامشلي.
كان الخال، يقيم في مزرعة تعود لأحد المدنيين، بين مدينة القامشلي وبلدة هيمو القريبة، ومن هناك كان يدير واحدا من الملفات الشائكة التي كانت تواجه تفرد حزب العمال بحكم المناطق الكردية، وهو ملف الأحزاب الكردية التقليدية التي شَكَّلَت خلال العام الأول لانطلاق الثورة السورية المجلس الوطني الكردي، كواحد من تشكيلات الائتلاف السوري المعارض.
ينقل الناشط عن وجهاء التقوا نور الدين صوفي، في مزرعته الكبيرة، بعد حادثة نفي إبراهيم برو، أن الخال كان يجادلهم في “الشرف والأخلاق والقيم” الكردية لساعات، ملمحاً في الوقت نفسه إلى قدرته على “ردع كل من يناصب العداء لثورة روج آفا”، في إشارة خفية إلى مسؤوليته عن هذا الملف، من دون أن يكشف ذلك بشكل علني للوفد الزائر.
خلية الرميلان:
داخل أسوار المدينة السكنية التابعة لحقل رميلان النفطي، وسط إجراءات أمنية مشددة، تقيم مجموعة من قيادات حزب العمال الكردستاني، المجموعة التي تعرف في أوساط المتابعين بـ”خلية رميلان”، لا تظهر إلى العلن أثناء استقبال الوفود أو النشاطات الرسمية، لكنها توفد عنها، القيادي آلدار خليل (المعروف شعبياً وإعلامياً بمنهدس ثورة روج آفا)، وهو أيضاً قيادي سابق في حزب العمال، فقد إحدى يديه خلال معارك الحزب مع الجيش التركي أواسط التسعينات.
لكن من يقيم في رميلان؟
مصطفى بايق: قيادي في حزب العمال الكردستاني من مدينة أنطاكية التركية، وهو ابن أخت جميل بايق؛ أحد مؤسسي حزب العمال، وعضو اللجنة القيادية فيه. يدير مصطفى جهاز مكافحة الإرهاب (HAT) والذي يتبع إدارياً لجهاز الأمن الداخلي (الأساييش) الذي يديره قيادي آخر في حزب العمال الكردستاني وهو جوان إبراهيم، أو جوان عربو، من مدينة رأس العين، والتحق بحزب العمال في العام 1996.
كَاور بوطان: قيادي عسكري من منطقة شرناق جنوب شرق تركيا. أشرف كَاور على قمع احتجاجات شباب عامودا في 2013 في الحادثة المعروفة بمجزرة عامودا، والتي خلفت 5 قتلى وعدة إصابات، وعشرات المعتقلين. كوفئ القيادي من قبل الحزب على دوره في إخماد الاحتجاجات واقتلاع جذور أي تحركات مستقبلية. (كَاور) تعني في اللغة الكردية، الكافر، أو الذي لا يخشى شيئاً، “أنا كَاور، يعني قلبي ميت منذ زمن” هكذا كان يردد القيادي، على مسامع المعتقلين الذين كانوا يترجونه لوقف تعذيبهم.
مصطفى قره سوي/انترنت
مصطفى قره سوي: قيادي تركي في حزب العمال الكردستاني، من جنوب تركيا. كان عضواً في حزب اليسار التركي قبل أن ينتقل إلى حزب العمال أواخر الثمانينات. تقول معلومات غير مؤكدة، إن قره سوي لا يزال يتنقل باستمرار بين سوريا وبلجيكا، من خلال مطار السليمانية في كردستان العراق.
ناصر حج منصور: طبيب سابق، درس في موسكو، والتحق بصفوف حزب العمال أواسط الثمانينات. يقيم (الدكتور) كما يختصر رفاقه اسمه، في الرميلان، ويشرف على دائرة العلاقات المصغرة، وهي وحدة إدارية شبه استخباراتية، تنظم الزيارات من وإلى الحقل، كما يعتبر حلقة الوصل بين خلية رميلان وقيادات الإدارة الذاتية، العسكرية والمدنية.
الخال رشيد: وهو قيادي عتيق في صفوف حزب العمال الكردستاني، انضم إلى صفوفه بشكل رسمي في العام 1988 وكان قبل ذلك مسؤولاً عن نشاط الحزب في منطقة عين العرب/كوباني؛ مسقط رأسه حيث عمل ميكانيكيا للحفارات.
استلم الخال رشيد الملف العسكري للمنطقة الممتدة بين الدرباسية وتل تمر، وكان القائد الفعلي فيها وصولا إلى محيط مدينة رأس العين، ومسؤولاً مباشراً عن حالات اغتيال واختطاف العديد من نشطاء المنطقة وفي مقدمتهم الناشط الثوري أمير حامد، الذي اعتقلته دورية تابعة للأساييش من منزله في مدينة الدرباسية 2014، لتؤكد مصادر من العائلة فيما بعد مسؤولية الخال رشيد عن الحادثة.
مجموعة جبل قره تشوك:
في أقصى شرق سوريا على الحدود مع العراق، ينتصب جبل قره تشوك، محاطاً بأطنان الأسلاك الشائكة وأجهزة الإرسال والتنصت؛ حيث تم تحويل الجبل منذ 2014 إلى مركز قيادة لوحدات حماية الشعب، ويقيم فيه بحسب المعلومات التي حصلت عليها جسر، مجموعة من القيادات العسكرية في حزب العمال الكردستاني.
في 25 نيسان/أبريل 2017 أعلنت وحدات حماية الشعب عن استهداف الطيران التركي لأحد مقراتها في الجبل، الأمر الذي أكدته هيئة الأركان التركية وقالت إنها تمكنت من “تحييد عدد من عناصر وقيادات حزب العمال الكردستاني”.
من يقيم في قره تشوك؟
بحسب شهادات من أهالي المنطقة، لا يسمح لأحد بالاقتراب من الجبل، وهو محاط بخندق مملوء بمادة الفيول القابلة للاشتعال. تقول المعطيات إن 3 قياديين بارزين، على الأقل، من حزب العمال الكردستاني يقيمون بشكل دائم هناك وعلى رأسهم:
باهوز أردال (فهمان حسين)، وهو القائد العام لقوات (الكَريلا) الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني، ينحدر باهوز من قرى منطقة ديريك/المالكية، وكان طالباً في السنة الثالثة في كلية الطب بجامعة دمشق، قبل التحاقه بحزب العمال الكردستاني عام 1986.
يقيم (الدكتور باهوز) كما يناديه رفاقه، في مزرعة قريبة من الجبل، تعود ملكيتها إلى رجل سعودي، اشتراها وقام بترميمها وبناء أجزاء جديدة فيها في العام 2000، وزارها آخر مرة صيف 2012 محاولاً بيعها، لكنه فوجئ بوجود عناصر مسلحين، قالوا له بأن المزرعة أصبحت مقراً عسكرياً وعليه مراجعة القيادة.
علي شير، وهو قيادي مخضرم في حزب العمال الكردستاني، من منطقة ديار بكر في تركيا، ويبدو أن الرجل يعتبر خزينة الحزب المتنقلة، حيث تعود إليه واردات المنطقة الاقتصادية، من البترول إلى التجارة والتهريب.
محمود برخودان: أو محمود رش (الأسود): وهو كردي سوري من مدينة كوباني قرية كورعلي. يعتبر القائد العسكري الفعلي للمجموعات المقاتلة ضمن وحدات حماية الشعب، انضم إلى حزب العمال الكردستاني في العام 1986 وعاد إلى سوريا بعد العام 2002 ليشارك مع ثلة من أعضاء وقيادات حزب العمال الكردستاني في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري لحزب العمال). أقام في حلب فترة قصيرة، قبل أن يسافر إلى كردستان العراق ويستقر فيها إلى حين العودة الأخيرة في العام 2013.
لجنة قيادية:
وفق مصدر مطلع، يتداول هؤلاء القادة، رئاسة لجنة خاصة، لمدة ستة أشهر، تعتبر خلالها هي الآمرة الناهية، فيما يتعلق بكل شؤون ومناحي السلطة في مناطق سيطرة الحزب، على امتداد شمال شرق سوريا.
خلاصة:
حاولنا فيما سبق استعراض أبرز الأسماء التي تتحكم بمفاصل السلطة الفعلية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بعيداً عن الاسماء التي نفترض أنها مجرد واجهات إعلامية أو على الأقل، لا ترجع إليها خيوط اللعبة الحقيقية، وليس بإمكاننا الإدعاء بحصر جميع الاسماء والأدوار، نظراً للغموض الذي يحيط بالملف، واعتباره واحداً من التابوهات التي يمنع الاقتراب منها إعلامياً أو حتى شعبياً.
لكن، ما يمكننا فهمه، أن السلطة الفعلية في شمال وشرق سوريا، هي بيد حزب العمال الكردستاني، الذي يعتمد في ذلك على ثلة من “رجاله الأوفياء”، الذين قلّما ظهروا إلى العلن، لكنهم أداروا خلال السنوات الماضية، منطقة جغرافية بلغت مساحتها ثلث سوريا، وضمت ملايين البشر وسلالاً مليئة بالقمح والبترول، لصالح منظمة، أثبتت خلال عقود من نشاطها، عدم انتمائها لأحلام الكرد السوريين، قبل غيرهم.
عذراً التعليقات مغلقة