تعتقد السلطات الإيرانية بأن هناك مؤامرة دولية لإسقاط النظام، ليس بالحرب أو العقوبات الاقتصادية، بل من خلال عرقلة نمو سكان الشيعة في البلد واستبدالهم بسكان سنة.
ولمواجهة “المؤامرة” طلب العميد علي فدوي، وهو قائد في الحرس الثوري، السبت، من منتسبات قوات الباسيج الأمنية، إنجاب “خمسة أطفال على الأقل” لكل منهن.
ويعكس توجيه فدوي المخاوف المتزايدة أركان النظام الإيراني، إزاء من انخفاض عدد الشباب الإيراني، وبالتالي أعداد “الجنود الشيعة” الذين يقاتلون من أجل قضايا تعتبرها الجمهورية الإسلامية جوهرية.
وقال فدوي خلال كلمة ألقاها أمام جمع من عضوات الباسيج (الذراع شبه العسكري التابع للحرس الثوري)، “لقد أصبح معدل نمو السكان في البلاد سلبيا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عواقب غير مرغوب فيها.”
وأضاف فدوي “يجب على نساء الباسيج أن يكن رائدات في هذا الصدد. يجب علينا الحصول على خمسة أطفال على الأقل في عائلات الحرس الثوري وأعضاء الباسيج.”
وكان رئيس الذراع السياسي والأيديولوجي في الجيش الإيراني قد ادعى في أغسطس الماضي أن “أعداء الشيعة يحاول بشكل سري منع ارتفاع أعداد الشيعة من خلال القيام بمذبحة ثقافية”، وأضاف القول إن إيران تحتاج إلى “صانعي جهاد، حراس ومدافعين لحماية وجودها، هويتها، ومقدراتها”.
ويتعرض الخبراء في الجامعات ومراكز البحث لاتهامات بتزوير الإحصاءات الخاصة بمعدلات النمو السكاني لخداع السلطات الإيرانية ومنعها من اتخاذ إجراءات لمعالجة مشكلة انخفاض مستويات النمو.
ووفقا لرسالة بعثها وزير الصحة الإيراني سعيد نماكي إلى خامنئي في التاسع من نوفمبر، فإن المعدل الإجمالي لنمو السكان هو 1.84، ما “يؤكد مخاوف فخامتكم” حسب تعبيره.
وزعم نماكي في رسالته بأن الأرقام التي أعلنتها السلطات في عام 2016، تم التلاعب بها وتضخيمها بشكل مفتعل إلى 2.1 لدحض المخاوف حول انخفاض نمو السكان في البلد.
يذكر أن معدلات النمو السكاني المقدمة من جانب السلطات الإيرانية غير متسقة وتختلف إلى حد كبير. ويبلغ عدد السكان إيران حاليا نحو 83 مليون نسمة، أي ضعف عدد السكان خلال الثورة الإيرانية عام 1979.
وبحسب مركز الإحصاء الإيراني، فإن 24.6 بالمئة من السكان تحت سن الـ 15، فيما تصل نسبة الأعمار بين 15 إلى 29 إلى 22 بالمئة، بينما تصل أعمار من هم فوق الـ 65 عاما إلى 6.4 بالمئة. لكن معدل نمو الشباب يعتبر سلبيا بمعدل 3.24 لصالح معدل الشيخوخة الذي ينمو بمعدل 3.62 بالمئة.
يذكر أن المؤسسة الدينية في إيران تعارض مشاريع تنظيم الأسرة لنفس السبب.
وفي عام 2012 انتقد رجل دين بارز يدعى آية الله جعفر سبحاني، سياسة تنظيم الأسرة، متهما السعودية والتيار الوهابي بالتآمر من أجل استبدال الأغلبية الشيعية في إيران بأغلبية سنية.
عذراً التعليقات مغلقة