ياسر محمد- حرية برس:
انطلقت اليوم الإثنين، أعمال الجولة الثانية لاجتماعات الهيئة المصغرة للجنة الدستورية وذلك في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف بإشراف الأمم المتحدة، تزامناً مع المحرقة التي تشهدها محافظة إدلب وأدت لنزوح عشرات الآلاف وتقدم قوات النظام بعد قصف جوي روسي وحشي، ورأى وزير خارجية روسيا أن المسارين (جنيف وإدلب) غير مرتبطين ببعضهما البعض!.
وفي التفاصيل، انطلقت اليوم الاثنين، أعمال الجولة الثانية للجنة الدستورية السورية، في مدينة جنيف السويسرية، وعلى جدولها العديد من الملفات لمناقشتها، والدخول بمناقشة المواد والبنود الدستورية، بعد إقرار القواعد الإجرائية ومدونة السلوك في الجولة الماضية.
وتستمر الجولة الثانية خمسة أيام، وكانت اللجنة الدستورية أنهت جولتها الأولى في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وخلصت إلى عدة أمور بحسب “رياض الحسن” عضو اللجنة الدستورية عن وفد المعارضة، الذي عدد مخرجات الجلسة الأولة في حديث لعربي21 كالآتي: “واحد منها القواعد الإجرائية التي وردت في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن؛ والمسألة الثانية تثبيت وإقرار الدستور؛ والمسألة الثالثة تثبيت المرجعيات التي تعمل على أساسها اللجنة الدستورية، وهي المبادئ الـ12 الحية التي كانت نتاج الجولة الثامنة من جنيف، إضافة إلى التجارب الدستورية السورية في سوريا”.
وكان الرئيس المشترك للجنة الدستورية، ممثل المعارضة، هادي البحرة، بحث مع المبعوث الدولي إلى سوريا، غير بيدرسون، أمس الأحد، مقترح جدول أعمال الدورة الثانية للجنة الدستورية، والذي تقدم به ممثلو هيئة التفاوض السورية، وأكدوا فيه على أهمية الدخول في نقاش جاد حول الأبواب العامة وكافة المضامين الدستورية الأخرى.
كما أوضح البحرة لبيدرسون أن قصف مخيم قاح مؤخراً من قبل النظام وارتكاب مجزرة بحق المدنيين النازحين يؤثر على سير العملية السياسية، وكذلك شن عملية عسكرية على إدلب.
إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رأى عكس ذلك!ّ. مؤكداً أن لا علاقة لعمل اللجنة الدستورية بما يحصل من عمليات عسكرية في شمال غرب سوريا (إدلب ومحيطها)، مردداً الأسطوانة نفسها عن (مكافحة الإرهاب وجبهة النصرة).
وأشار لافروف إلى وجود جهات تريد إفشال عمل “اللجنة الدستورية”، فقال في تصريحات صحفية اليوم: “بالنسبة للتهديدات بالفشل، كما تعلمون، هناك دائماً تهديدات، لأن هناك الكثير من المؤيدين لأولئك الذين يرغبون في انهيار العملية (اللجنة الدستورية)، ومن ثم سيكون من الممكن تبرير بعض الإجراءات، بما في ذلك، ربما تكثيف تدخل بالقوة في الشؤون السورية من أجل تغيير النظام”. إلا أنه لم يعتبر الهجوم على إدلب وقتل وتهجير سكانها عملاً يؤدي إلى تقويض عمل اللجنة!.
وتشهد محافظة إدلب حركة نزوح كبيرة للسكان من جراء الهجمات الروسية، خاصة مناطق شرقي وغربي مدينة معرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، التي تشهد حركة نزوح واسعة للمدنيين باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا.
وقال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، في تصريحات صحفية: إن نزوح أهالي ريف إدلب الجنوبي جاء بسبب التصعيد العسكري من النظام وروسيا تجاه المنطقة، إضافة إلى العمليات العسكرية في المحاور الجنوبية الشرقية للمحافظة.
وتشهد المناطق الجنوبية والشرقية لمحافظة إدلب تصعيداً كبيراً من نظام الأسد وحليفه الروسي، متمثلًا بغارات جوية على الأحياء السكنية والمراكز الحيوية، أدت إلى استشهاد 100 مدني، ونزوح 9105 عائلة في المنطقة منذ مطلع الشهر الحالي وحتى اليوم، بحسب “مسنقو الاستجابة”.
كما تدور معارك عنيفة في المحور الجنوبي الشرقي لإدلب، بين فصائل المعارضة وقوات النظام، في محاولة تقدم من الأخير تجاه مناطق المعارضة بغطاء جوي روسي، إذ تمكنت قوات النظام منذ أمس من السيطرة على بلدات المشيرفة والزرزور وأم الخلاخيل بريف إدلب الشرقي.
عذراً التعليقات مغلقة