ياسر محمد- حرية برس:
تحاول روسيا إنشاء مناطق نفوذ جديدة في أقصى شمال شرق سوريا، ما يجعل المشهد السوري يزداد تعقيداً، فقد اعتقد الجميع أن روسيا ستكتفي بسيطرتها المطلقة على الساحل السوري وموانئه ومياهه الدافئة! لتفاجئ السوريين والدول الفاعلة في المنطقة بسعيها مؤخراً لإيجاد موطئ قدم قي أقصى شرق سوريا قريباً من الحدود التركية والعراقية.
وفي التفاصيل، تسعى روسيا إلى تثبيت قواعد عسكرية لها في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، في الوقت الذي تشهد فيه أطراف البلدة معارك عنيفة بين قوات “نبع السلام”، وميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
هذه المعلومات أكدها المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني السوري، الرائد يوسف حمود، لموقع”عربي21″، مؤكداً أن أهمية البلدة تنبع من كونها عقدة مواصلات طرقية حيوية تربط مناطق الجزيرة السورية ببعضها، حيث يمر منها طريق (الحسكة- رأس العين)، ويتفرع منها الطريق الدولي (حلب- الحسكة).
وأوضح حمود أن قوات الجيش الوطني السوري وصلت إلى مشارف البلدة من المحور الشمالي، مبيناً أن المسافة التي تفصل القوات عن البلدة لا تتعدى الأربعة كيلو مترات، مشدداً على استمرار المعارك حتى تحرير كل المناطق المشمولة بالمنطقة الآمنة.
ولفت الرائد حمود إلى محاولة روسيا قطع الطريق على التقدم نحو بلدة تل تمر، مؤكداً أن القوات الروسية تحاول تثبيت قواعد عسكرية داخل البلدة.
مصادر عسكرية أخرى في المعارضة أكدت أن من يتحكم ببلدة تل تمر يتحكم بطرق المنطقة جميعها، كما أن السيطرة عليها تعني القدرة على مراقبة أغلب المساعدات العسكرية واللوجستية المقدمة من التحالف الدولي لميليشيا “قسد”، وهذا يعتبر أمراً مهماً لتركيا والجيش الوطني من جهة، وكذلك لروسيا التي تريد أن يكون لها نقطة تأثير على جميع الأطراف في هذه المنطقة.
ومنذ أيام سرت معلومات عن نية روسيا إنشاء قاعدة عسكرية استراتيجية ثالثة لها على الأراضي السورية، في شمال شرق البلاد.
وقالت وسائل إعلام إن روسيا تعتزم الاستيلاء على أهم مطار عسكري في محافظة الحسكة، بهدف بسط نفوذها على حساب النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وقالت مجلة “آفيا برو” الروسية: إن “موسكو بصدد دراسة استئجار مطار القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، لمدة 49 عاماً، على غرار ميناء اللاذقية”.
ويرى مراقبون أن روسيا تسعى لإحكام سيطرتها اقتصادياً وسياسياً على منطقة شمال شرق سوريا الغنية بالنفط والحبوب، ومنافسة أميركا وتركيا في المنطقة، خصوصاً بعدما فرض الأميركان والأتراك وجودهم ضمن اتفاقيات كانت روسيا جزءاً في قسم منها، وغير قادرة على تغيير بعضها الآخر.
عذراً التعليقات مغلقة