أردوغان مصر على “منطقة آمنة” لتوطين مليوني لاجئ فيها

فريق التحرير1 أكتوبر 2019آخر تحديث :
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” – أرشيف

ياسر محمد- حرية برس:

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إصراره على إنشاء “منطقة آمنة” شرقي الفرات، وذلك لهدفين أساسيين لخصهما أردوغان بحماية الأمن القومي التركي وإعادة نحو مليوني لاجئ سوري في تركيا لتوطينهم في تلك المنطقة. 

وفي التفاصيل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده “لن تترك أمنها ومستقبل أشقائها بيد قوىً لها حساباتها في المنطقة”.  

وفي كلمة أمام كتلة “العدالة والتنمية” البرلمانية في أنقرة، قال أردوغان إن “السبب الوحيد لوجودنا في سوريا هو التهديدات الإرهابية ضد حدودنا وتحولها إلى حاجز يمنع عودة السوريين الموجودين في بلدنا”. 

مضيفاً أن “الضيوف السوريين في بلادنا لديهم بيوت ووطن. وواجبنا تأمين الأجواء الآمنة لهم في بلادهم، ووجهنا في هذا الخصوص نداءات عدة للمجتمع الدولي”. 

وتابع: “نعلم أيضا عدم وجود أي دولة تستطيع تحمّل هذه الأعباء، لكن لا نفكر في مواصلة استضافة ملايين اللاجئين في أراضينا إلى الأبد”. 

وكشف أردوغان أن “عدد السوريين العائدين إلى المناطق التي أمّنها بلغ حتى الآن 360 ألفًا”، وقال: “ندرك التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الناجمة عن تواجد 3 ملايين و650 ألف سوري في أراضينا”. 

وأمس الاثنين انتهت المهلة التي حددتها أنقرة لإنشاء منطقة آمنة بالشراكة مع واشنطن في شمال سوريا دون رد أميركي واضح. وترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً أمنياً أعلن فيه نية تركيا إنشاء هذه المنطقة من أجل عودة اللاجئين السوريين. 

وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي الذي ترأسه أردوغان، أعلن المجلس في بيان أن “تركيا ستعزز جهودها الصادقة على نحو أكبر بخصوص إنشاء منطقة آمنة في سوريا، من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن”. 

ويرفض كثير من السوريين مساعي أنقرة الهادفة إلى توطين نحو مليوني لاجئ سوري في الشريط الحدودي المزمع شرقي الفرات، ويرى المعارضون في الأمر تغييراً ديموغرافياً لا يقل خطورة عما فعلته إيران في بعض المناطق السورية التي سيطرت عليها.

إلا أن تركيا تبدو مصرة على المضي قدماً في الأمر، إذ أعدت خطة لبناء نحو 200 ألف وحدة سكنية وإنشاء بنى تحتية في المناطق المزمعة شرقي الفرات، بتكلفة تصل إلى 27 مليار دولار، وهو ما ينتظر موافقة ودعم الحلفاء الدوليين. 

ومع نية اليونان إعادة آلاف اللاجئين إلى تركيا بحلول عام 2020 وفق اتفاق الهجرة الذي أبرمته تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016، كشفت دراسة ألمانية حديثة أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا قد يكون أقل بكثير عن المعلن عنه رسمياً. 

وجاء في الدراسة التي أعدها معهد “دي زيم” الألماني، ونشرها عبر موقعه الإلكتروني، أنه في الوقت الذي تتحدث الحكومة التركية ومؤسسات تابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، عن وجود حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، إلا أنه “من الواقعية” اعتبار أن عدد اللاجئين يقترب من 2.7 مليون سوري، وفق “تقديرات علمية”. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل