ياسر محمد- حرية برس:
تشهد قمة العشرين المنعقدة في اليابان حالياً، نشاطاً مكثفاً حول القضية السورية عموماً، وإدلب على وجه الخصوص، إذ قالت وكالة رويترز إن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمر بوتين بحثا القضية السورية والمعارك في إدلب، في لقاء جمعهما اليوم الجمعة، على هامش القمة، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيبحث المسألة السورية مع نظيريه الأميركي والروسي.
ولا يبدي المتابعون والمحللون تفاؤلاً يذكر حيال النقاشات التي ستجري حول الملف السوري، في ظل التعنت الروسي والإصرار في المضي قدماً بالحل العسكري، على الرغم من تضرر العلاقات بين روسيا وحلفائها في المنطقة عموماً وفي مسار أستانا (تركيا وإيران) على وجه الخصوص.
فبالنسبة لإيران فإن روسيا مستعدة للتضحية بها في سبيل تحقيق مكاسب أكبر على الساحة السورية، وهذا ما أكده الاجتماع الثلاثي الذي عقد في دولة الاحتلال أمس، وضم إلى جانب روسيا الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ويهدف إلى طرد إيران من سوريا، وهو ما تبدي موسكو انفتاحاً بشأنه شرط تحقيق مكاسب أكبر لها.
أما فيما يخص تركيا، فإن روسيا أوعزت لنظام الأسد باستهداف نقاط مراقبتها في إدلب وحماة، تلك النقاط الـ12 التي أُنشأت بموجب اتفاق أستانا بين الروس والأتراك والإيرانيين.
إلا أن معارضة تركيا للهجوم الوحشي الذي تشنه موسكو منذ نحو أربعة أشهر على إدلب، وسّع الهوة بين الحليفين، وجعل روسيا توعز إلى قوات الأسد باستهداف النقاط التركية، كما حدث يوم أمس حين قصفت قوات النظام نقطة “شير مغار” بريف حماة وأوقعت قتيلاً وثلاثة جرحى في صفوف القوات التركية المرابطة هناك.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ جندياً تركياً قُتل وأصيب ثلاثة آخرين بقصف وصفته بـ “المتعمد” مصدره مناطق تسيطر عليها قوات النظام استهدف نقطة المراقبة التركية رقم “10” في “شير مغار” بريف حماة.
وأوضحت الوزارة أنه تم استدعاء الملحق الروسي في أنقرة إلى رئاسة الأركان العامة وإبلاغه أنه سيتم معاقبة المهاجمين بأقصى شكل.
وقال القيادي السوري المعارض، العقيد فاتح حسون، إن الرد التركي ستتعدد أشكاله، ليشمل العسكري والاقتصادي والسياسي، مشيراً إلى تورط طهران أيضاً في استفزاز تركيا عن طريق استهداف نقاطها في إدلب.
فيما ذهب الإعلام الروسي إلى الترويج بأن نقاط المراقبة التركية تشارك في المعارك ضد قوات الأسد وتشكل غطاء لقوات المعارضة، ما يجعلها تنخرط في الحرب بشكل مباشر ويبرر استهدافها!، كما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية اليوم عن “مصدر عسكري” تابع لقوات الأسد.
إلى ذلك، وفي إشارة إلى عدم تبدل الموقف الروسي رغم حصول خروقات عديدة في الملف السوري منذ ثماني سنوات وحتى الآن، أكد الرئيس الروسي قبل توجهه إلى قمة العشرين، أنه لا بديل عن “الأسد”!.
وقال الرئيس الروسي، في مقابلة مع صحيفة “فاينيشنال تايمز” أمس الخميس، رداً على سؤال حول موقفه من بقاء رأس النظام، بشار الأسد: “أنا من مؤيدي تقرير الشعب السوري لمصيره بشكل مستقل، ولكن مع ذلك، بودي أن تكون كل الأعمال مدروسة من الخارج، كما هو الوضع المتعلق بالمخاطر، التي كانت قابلة للتنبؤ ومفهومة، وذلك لكي يكون بإمكاننا دراسة خطوة تالية على الأقل”.
وأضاف: “عندما ناقشنا هذا الأمر مؤخراً مع الإدارة الأمريكية السابقة، قلنا، لنفترض أن الأسد سيتنحى اليوم، ماذا سيحدث غدًا؟”!.
كما دافع بوتين عن قراره المشاركة في الحرب على السوريين، معتبراً أن “التدخل في سوريا، على الرغم من المخاطر الكبيرة، أفضل لروسيا ومصالحها بكثير من تداعيات عدم التدخل والتفرج السلبي على تنامي قوة الإرهاب الدولي قرب حدودنا”. وفق زعمه.
عذراً التعليقات مغلقة