أسس اللاجئ السوري إيهاب قهواتي والمبرمجة الأردنية أماني علاونة شركة Drag IOT، وهي شركة ناشئة تبيع مجموعة أدوات برمجة عالية التقنية.
وتعتبر أماني علاونه، مؤسسة شريكة لـ Drag IOT، أن قصتهما نموذج للتعاون الناجح بين اللاجئين وأبناء البلد المضيف: “كشراكة سورية وأردنية، تمثل شراكتنا قصة نجاح للآخرين لفعل الشيء نفسه”.
وعلى الرغم من أن تحولَه من شاب محنك في المجال التقني إلى رائد أعمال تكنولوجي قد يبدو منطقيا مثل برامج الكمبيوتر التي يكتبها، فإن حقيقة قيام إيهاب بهذا المشروع فيما يعيش لاجئا في الأردن هي شهادة على تصميمه ودعم مجتمعه الجديد، الأردن.
وعن ذلك يقول إيهاب قهواتي: “عمان منارة للسوريين، خاصة وأنها توفر العديد من الفرص”.
وذكر إيهاب أنه قابل أماني في ورشة عمل للتسويق الرقمي، عندما كانت تواجه بعض المشاكل التقنية فساعدها: “كانت أماني تواجه بعض الصعوبة في تعلم البرمجة، أخبرتها أنني متطوع في مختبر للابتكار، وأنه يمكنها الانضمام إلى حصص التدريب التي أقدمها مجانا”.
وبعد عام على هذا اللقاء، أطلق الشابان شركتهما التي يمكن من خلالها التحكم عن بعد في كل شيء، من أنظمة التدفئة المنزلية إلى مغذيات النباتات الأوتوماتيكية.
يقول إيهاب قهواتي: “اقترحتُ على أماني فكرة Drag IOT، وهي مجموعة تساعد اللاجئين والمجتمع المضيف على لتقديم أفكار جديدة مبتكرة. أحبّتْ أماني الفكرة وتلقينا الدعم وقمنا بتسجيل الشركة. وتحتوي المجموعة التي نبيعها على معدات كهربائية مثل المستشعرات وأجهزة استشعار الغاز والرطوبة وجهاز كمبيوتر صغير يسمح للمستخدمين ببرمجة الأشياء المحيطة بهم والتحكم فيها عن بعد”.
وبما أنها واثقة من نفسها وذات شخصية منفتحة على الآخرين، على عكس طبيعة إيهاب الخجولة، لعبت أماني دورا أساسيا في تأمين التمويل الأساسي للشركة: “لأنني أردنية، فإن الشركة مسجلة باسمي”.
وتلقى الاثنان دعما تسويقياً من شركات أردنية ويأملان في الترويج لمجموعة أدواتهما على مستوى العالم.
ويضيف إيهاب: “بصراحة، أنا أعتمد على أماني في التعامل مع الموظفين لأنها أكثر جدية مني. أنا لا أستطيع أن أكون قاسيا”.
ويستضيف الأردن حاليا أكثر من 755,000 لاجئ مسجل، غالبيتهم من السوريين. وبالإضافة إلى توفير ملاذ آمن، وفر الأردن للاجئين إمكانية الوصول إلى الخدمات بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم. منذ عام 2016، أصدر أيضا أكثر من 125,000 تصريح عمل للاجئين السوريين.
وفي هذا السياق، أوضح يوسف الشواربة، عمدة عمان: “تستثمر المدن الذكية بشكل إيجابي في وجود اللاجئين بها، لأنهم يستطيعون إفادة المجتمع المضيف أيضا. من الضروري استخدام خبراتهم المهنية والتقنية حتى ينعكس التعاون الاجتماعي بشكل إيجابي على المدينة”.
ويؤكد إيهاب وأماني على أن تجربتهما توضح ما يمكن تحقيقه عندما يتم قبول اللاجئين من قبل المجتمعات المضيفة.
يقول إيهاب: “أماني وأنا نكمل بعضنا البعض. نكمل بعضنا البعض في تجاربنا وندعم بعضنا البعض معنويا ونفسيا. هذا ضروري لنجاح أي مشروع”.
أما أماني فتقول: “أنا فخورة بأن شخصا مثله يحقق كل هذا ويساعدني وغيري من الأردنيين دون التفكير في نفسه كلاجئ ضعيف. إذا فكر الجميع بهذه الطريقة، تخيل كم ستكون الأشياء عظيمة”.
عذراً التعليقات مغلقة