فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
في محلٍ صغير ممتلئ بالتحف والأنتيكات القديمة التي يعود جلها إلى أكثر من نصف قرنٍ ويزيد، في سوق الزاوية؛ المعلم الأثري والمعروف في وسط مدينة غزة، يجلسُ الحاج “سليم” على كرسيه الخشبي يطالع عدداً من كتب الفلسفة والمنطق وغيرها من الروايات الأدبية التي يعرضها إلى جانب الأشياء والتحف القديمة في أحد زوايا متجره.
يقول صاحب المتجر “سليم الريس”، البالغ من العمر 58 عاماً، في حديثه لحرية برس، إن “جمع تلك الأشياء القديمة يستغرق وقتاً وعناء للحصول عليها، حيث تعود التحف الموجودة في المحل إلى أكثر من سبعين عاماً”، ويتابع: “هوايتي جمع الأشياء القديمة منذ أن افتتحت المحل قبل ثلاثين عاماً بهدف البيع والشراء معاً”.
وبيّن الحاج “سليم” أنه يشتري تلك الأنتيكات والأشياء القديمة من الناس الذين يريدون بيعها بأسعار زهيدة للتخلص منها، لينظفها بعد ذلك ويعرضها في زوايا ورفوف المحل من أجل بيعها والاستفادة منها.
وأكد الرجل الخمسيني على أن “الإقبال على شراء التحف في قطاع غزة ضعيف جداً مقارنة بالدول الأخرى، معللاً ذلك بالعامل الاقتصادي وانعدام السيولة النقدية لدى المواطنين الغزيّين، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 12عاماً، ناهيك عن منع تصدير تلك الأنتيكات والأشياء القديمة إلى الأسواق العربية والأوروبية، لما يحقق ذلك من عائد مادي والاستمرار في المهنة”.
لكن ما يضيف لمسات تاريخية إلى المكان الذي يحتفظ فيه الحاج الريس بتحفه القديمة، هو وجود مئات الكتب التي تعود إلى العهود المصرية وزمن الانتداب البريطاني على فلسطين، الموجودة على رفوف محله بأثمان زهيدة لكن الإقبال عليها ضعيف على الرغم من ذلك.
ويضيف “الريس” أنه شارك في عديد من المعارض المحلية في محافظات القطاع بشكل محدود، ولكن غياب إقبال المواطنين على شراء تلك الأشياء القديمة جعله يفكر في أن يتوقف عن المشاركة في معارض غزة مرة أخرى.
ويأمل “الريس” خلال الأيام القادمة في تصدير التحف التي يمتلكها إلى خارج غزة، وعرضها في الأسواق الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى التواصل مع جهات ومؤسسات في دول عديدة تهتم بهذا المجال.
Sorry Comments are closed