ياسر محمد- حرية برس:
في خطوة تعيد إلى الأذهان نشاط سماسرة التهريب والمعابر إبان حصار مناطق المعارضة خلال سنوات الثورة السورية، تسربت أنباء عن نشاط معاكس يقوم به تجار “الفصائل” و”هيئة تحرير الشام” إذ يقومون بتهريب سيارات الوقود (البنزين تحديداً) إلى مناطق سيطرة النظام المختنقة والمشلولة بسبب انقطاع هذه المواد.
وفي التفاصيل، قالت عدة مصادر صحفية محلية، أمس الأربعاء، إن “شركة وتد للبترول” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، تسهم في تهريب البنزين إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، من معبري العيس والمنصورة، عبر مجموعة من التجار المتعاملين مع “ميليشيا الغوار” التابعة لـ”الفرقة الرابعة”، المسؤولة عن إدارة المعابر من جهة سيطرة النظام.
كما انتشرت معلومات عن تهريب البنزين ومشتقات نفطية إلى مناطق النظام من معبر “أبو الزندين”، والذي افتتحته فصائل المعارضة منتصف آذار/مارس، والمخصص للتبادل التجاري مع مناطق النظام.
ويباع البنزين المهرب، وهو في الغالب مستورد من تركيا، بسعر 420 ليرة لليتر، ويصل سعر البرميل الواحد سعة 200 ليتر تقريباً إلى 86000 ليرة. وهذه أسعار رسمية تصدرها “شركة وتد للبترول” للتداول المحلي، ويضاف إليها ضرائب من الجانبين في المعابر الداخلية. ويصل البنزين إلى السوق السوداء في حلب بضعف سعره تقريباً.
القيادي في الجيش الوطني “أبو وليد العزي” أكد تلك الأخبار المتداولة جزئياً، وقال لـ “حلب اليوم” إن صهاريج تحتوي على محروقات يتم تهريبها من مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) و”هيئة تحرير الشام” إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
من جهتها، نفت “هيئة تحرير الشام” الأنباء التي تحدثت عن قيامها بتهريب الوقود إلى مناطق سيطرة النظام عبر معبرَي “العيس والمنصورة” جنوب وغرب حلب، مؤكدة تشديد إجراءات التفتيش للشاحنات لمنع تهريب المحروقات عبر معابرها.
وقالت “شبكة إباء” المقربة من الهيئة، إن إدارة معبرَي “العيس والمنصورة” شدّدت إجراءات تفتيش السيارات لمنع تهريب المحروقات إلى مناطق النظام.
وكان الجيش الوطني العامل في ريف حلب الشمالي، قرر منع تصدير المحروقات إلى مناطق النظام عبر معبر “أبو الزندين”، الذي افتتحه مؤخراً في المنطقة.
وأصدر الجيش الوطني بياناً أمس الأربعاء، قال فيه: “بناء على مقتضيات المصلحة العامة، وعملًا بتوجيهات القيادة العامة للجيش الوطني يوقف تصدير المحروقات من معبر أبو الزندين”.
ويأتي الإجراء بعد انتشار صورة لوصل مالي صادر من معبر “أبو الزندين” لقاء مرور شحنات وقود من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى مناطق النظام.
وتعيش مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة وقود تسببت بحالة من الشلل ضربت معظم قطاعات الإنتاج وأثرت على الحياة بشكل كبير، ووصل سعر ليتر البنزين لأكثر من ألف ليرة سورية في السوق السوداء في حال توفره.
ويلقي مؤيدو النظام اللوم على الحليفين الروسي والإيراني، وكذلك على ميليشيا “قسد”، الذين منعوا الإمدادات النفطية عن مناطق النظام.
وتداول الموالون كلام عضو “مركز المصالحة” في قاعدة حميميم الروسية، عمر رحمون، والذي حمّل قسد الجزء الأكبر من المسؤولية عن الأزمة. وقال رحمون في تغريدة على “تويتر”: “أزمة المحروقات في سوريا سببها الرئيسي العصابات الكردية المرتهنة بأميركا وإسرائيل، والتي سرقت آبار النفط. اقترب يوم حسابكم يا مرتزقة، عرفنا أخلاقكم ومعاملتكم، ورأينا ردكم للجميل لسوريا وستحصدون ثمار تهوركم وسنعيدكم إلى جبال قنديل قريباً”. واقترح رحمون استيراد البنزين الروسي والإيراني عبر معبر كسب في ريف اللاذقية الشمالي، الذي يربط مناطق سيطرة النظام بتركيا، محملاً الحليفين الروسي والإيراني جزءاً من المسؤولية عن كارثة انقطاع الوقود التي أصابت النظام وحاضنته في مقتل.
عذراً التعليقات مغلقة