حنين السيد – إدلب – حرية برس
أكلت نار الحرب أجساد الأطفال السوريين على مدار سنوات الثورة، وشوهت وجوه العديد منهم لتحفر على أجسادهم وفي أذهانهم وصمة عار طبعها نظام الأسد والعالم أجمع.
الطفلة “انتصار الحسن” ذات الثمانية أعوام تعيش في مخيمات النزوح في بلدة بينين شرقي إدلب، هي إحدى ضحايا وقود التدفئة غير الآمن (وقود مكرر بطرق بدائية) الذي شوه ملامح وجهها البريء وحفر عليه آثار القهر والمعاناة التي تعيشها بعد أن هجرها نظام الأسد من قريتها بريف حلب الشرقي.
والد الطفله “انتصار” يقول في حديثه لـ”حرية برس” إن “النيران اندلعت في خيمتهم في أحد أيام البرد القارس بسبب الوقود سريع الاشتعال وزاد من اشتعال الخيمة أنها قماشية، مما تسبب بحرق ابنته بحروق بليغه طالت معظم جسدها وتركزت إصابتها في وجهها ورأسها”.
وأكد والد الطفلة أنه “سعى قدر استطاعته لتأمين الأدويه لابنته بالرغم من عدم توفر المال لديه، عدا عن أن عمليات التجميل وزرع الشعر و العلاج اللازم غير متوافر في مناطق الشمال السوري”.
بدورها قالت والدة الطفلة “لقد حاولنا أن ندخل للأراضي التركية لمعالجة ابنتنا إلا أنهم لم يسمحو لنا بالدخول معها ما دفعنا للعودة بها دون إكمال مشوار العلاج فنحن لا نستطيع إرسال ابنتنا دون مرافق معها”.
يذكر أن السلطات التركية سمحت باستقبال حالات الحروق جراء استخدام المازوت المكرر بطرق بدائية والذي يطلق عليه محلياً بالمازوت “العرعوري” ثم تحول هذه الحالات إلى المشافي داخل تركيا لتتكفل بالعلاج بشكل مباشر أو عن طريق التبرعات إلا أن السلطات لا تسمح بدخول مرافق مع المريض.
والوقود المكرر الذي يعتمد عليه الأهالي في المناطق المحررة رديء للغاية ويحتوي على نسب عالية من الكاز والغاز شديدي الاشتعال، وبسبب عدم توفر بدائل للتدفئة يجبر الأهالي على استخدامه إضافة إلى أنه أرخص سعراً وأكثر انتشاراً من الوقود النظامي نادر الوجود أحياناً، إضافة لغلاء المعيشة وعدم توفر الموارد وخاصة لدى النازحين في المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية.
ويعاني الشمال السوري المحرر من قلة المشافي وضعف إمكانياتها حيث لايوجد سوى مشفى متخصص بمعالجة الحروق في بلدة أطمة على الحدود السورية التركية والذي يستقبل عشرات الحالات المصابة جراء استخدام مواد التدفئة غير الآمنة.
وتواجه آلاف العائلات النازحة في العديد من المناطق السورية في مخيمات اللجوء مشاكل وصعوبات جمة، في ظل عجز المنظمات الانسانية والهيئات الإغاثية عن إيجاد حلول جذرية لمشاكل الشتاء، الأمر الذي أثر سلباً على النساء والأطفال بشكل خاص.
Sorry Comments are closed