بعد فشل محاولات روسيا بالتسويق دولياً لعودة اللاجئين السوريين الذين فروا من بطش النظام وإجرامه، وبعد فشل جولات بوتين المكوكية في بعض دول أوربا، وفشل مبعوثيه بالضغط على دول أخرى لإجبار اللاجئين على العودة لحظيرة الأسد والانطواء تحت حكمه وجبروته لإعادة شرعية وجوده دولياً وقانونياً بذريعة انتصار الأسد واستباب الأمن والأمان في مناطق سيطرة النظام؛ فإن النظام وعبر بعض مطبليه وعملائه وجيشه الالكتروني يحاولون الترويج لإقناع الناس في الشمال المحرر وفي بعض دول الجوار لإعادتهم إلى حظيرة الأسد من خلال تسويات ومصالحات يتم إنتاجها وإخراجها على الإعلام بشكل جميل، ولكن ما إن تنتهي هذه الدقائق الإعلامية حتى يختفي أثر هؤلاء الأشخاص ويكون مثواهم زنازين الأسد ومعتقلاته ومقابره الجماعية.
ورغم كل ذلك فإن البعض لم يتعظ بمن سبقه إلى المصير السيء المحتوم، وبعودة تاريخية بسيطة عندما استلم المجرم حافظ الأسد زمام السلطة في سورية عقب انقلاب عسكري عام 1970 فإنه قام بتصفية واعتقال أقرب المقربين له بسبب أنهم عارضوه في الرؤية أو الرأي حتى لو كانوا من أبناء طائفته ورفاق دربه.
إلا أن الجهلاء من أبنائنا وإخوتنا ما زالت طيبتهم وسذاجتهم تدفع بهم إلى تصديق أكاذيب ووعود هذا النظام المجرم، ويندفعون إلى إبرام تسويات ومصالحات تدفع بهم إلى مصير مجهول، كما حصل في نهاية العام 2018 عندما أصدر رأس النظام عفواً عن الفارين ممن تم استدعاؤهم للاحتياط، ولكنهم عندما عادوا ولم يمض على عودتهم سوى أيام اكتشفوا أنهم وقعوا في مصيدة وهي أنه تم سوقهم للخدمة العسكرية ولجبهات القتال.
هذا النظام الغادر الذي قتل وفتك بمئات الآلاف من السوريين، وهجَّر الملايين من المدنيين ودمَّر بيوتهم ليس بحاجة أن نشرح عن إجرامه الكثير؛ فجرائمه ما زالت مستمرة، ومن منا ينسى مجزرة الساعة في مدينة حمص ومجزرة أطفال الحرية في حماة ومجازر الكيماوي في الغوطة وخان شيخون ومجازر مدينة حماة عام 1982 وغيرها من آلاف المجازر وآخرها مجزرة كفرنبل جنوبي إدلب منذ أيام قليلة.
وأخيراً أود التوجه برسالة إلى المغرر بهم: إن ظروف الحياة فيها الكثير من الصعوبات والمتاعب والله سبحانه وتعالى يقول (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) والأنبياء وصناع الأمم والحضارات لم تكن طرقهم بمعبدة بالورد والرياحين ولكن بالعكس تماماً.
فمن يثق بوعود النظام الأسدي المجرم وينسى جرائمه التي ما زالت مستمرة، وشاهدة على قذاراته وخيانته وحقده فهو إما غبي أو تائه وفي الحالتين باع آخرته بدنياه. فهذا نظام لا يعرف العفو ولا الرحمة وهو مجرد من كل معالم الإنسانية، فهو نظام شمولي لا يقبل القسمة على اثنين وهو بلا شك إلى زوال (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً) .. نظام الأسد إلى زوال، والثورة منتصرة وإن غداً لناظره قريب.
عذراً التعليقات مغلقة