كتب الدبلوماسي الأمريكي “فريدرك هوف” مقالاً في موقع المعهد الأطلنطي، ذكر فيه وبحسب الترجمة ” إنّ قرار الاعتراف بضم إسرائيل للجولان، يصب في مصلحة الأسد وحلفائه، الذين سيستغلون إلحاق الجولان بإسرائيل – لِصرف الأنظار عن جرائهم بحقّ السوريين.
وذكر “هوف” أنّ محور الممانعة سيكون المستفيد الأكبر من هذه السياسة، حيث سيعمل على تضخيم خطابه وتكرار كلماته الجوفاء عن الممانعة والمقاومة، كما أن الزخم الإعلامي بخصوص سرقة إسرائيل لأرض سورية، يُعدّ مكسباً اعلامياً منقذاً لحزب الله و ايران، اللذين سيستغلان الحدث لرفع أصواتهم بشعارات المقاومة، علاوةً على ذلك التغطية على أوساخ ارهابهم العابر للحدود، لا سيما الفضائح الأخيرة حول اِتجارهم بالمخدرات، وغسيل الأموال.
ويضيف “هوف” إنّ قرار ضم الجولان لإسرائيل، لم يكن ايجابياً بالنسبة لإسرائيل، ولم يقدم (لتل أبيب) أية مكاسب اقتصادية أو اجتماعية، سوى الإدانة والتقريع، وختم “هوف” بأنّ خسارة سوريا للجولان عام 1967 جاءت نتيجة انحطاط “حافظ الأسد” وعدم كفاءته العسكرية، إذ كان جلّ تركيزه منصباً على تطهير الجيش من الضباط الأكفاء، الذين اعتبروه شخصاً غير موثوق به، وأثبت بالفعل أنّه فاشل في الدفاع عن تلك الهضبة الاستراتيجية، وبالمختصر: أتى هذا الإعلان/ القرار، في سياق تسارع الانتخابات المقبلة والتنازع الحزبي على الزعامة الإسرائيلية.
وفي الأثناء جاءت انطلاقة القمة العربية بتاريخ 31 أذار/مارس الماضي في تونس، مؤشراً واضحاً على حضور القضية الفلسطينية والسورية معاً، لكن تختلف العبارات وترنيم المصطلحات، وبعيداً عمّا تناقلته وسائل الإعلام والصحف، شهدنا عبر سنوات طوال أنّ المواطن العربي لم يعد يثق بمؤتمرات القمم العربية، وباتت شكلاً اعتيادياً لا جديد فيه، سوى احتفاءاتٍ خطابية، لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعد ثورات الربيع العربي ازادات المأساة القممية سوءاً، لا حلول ولا أدنى شيء من تذليل للعقبات، لكننا اليوم نشكر قمة تونس 2019، على أنّها أجمعت ألّا يشارك رأس النظام السوري في تلك القمة، وبالطبع أتى هذا الإجماع رغماً عن الغفوات المتقطعة التي خيّمت على الحضور، وعين الكاميرات كانت لهم بالمرصاد.
كانت هذه أبرز النقاط التي حدثت منذ إعلان الاعتراف الأمريكي بضم هضبة الجولان لإسرائيل، ومما سبق تبيّنت الحقائق للعيان، وهي إدارة الدفّة وتحويل خيانات وإجرام آل الأسد إلى مشهد قومي، كما منحت الإدارة الامريكية للنظام السوري فرصة وورقة بشأن ملف إعادة اعمار سوريا، تساعده في استرجاع شرعيته التي فقدها منذ حربه على الشعب السوري، وتنكيله بالمظاهرات السلمية، والعمل جارٍ على مستوى كبير لتحفيز الهمم، محلياً وعربياً، حيث أصبح المؤيدون وبعض المعارضين على السواء، منخرطين في مشروع إعادة الاعمار، وكأن تضحيات ومآسي ودماء الشعب السوري لا قيمة لها!
عذراً التعليقات مغلقة