ياسر محمد- حرية برس
تنتظر إدلب، آخر منطقة “خفض تصعيد” في سوريا، تحديد مصيرها أو توضح ملامحه، في اللقاء الذي يجمع الرئيسين التركي والروسي بعد عشرة أيام، بينما تعيش أياماً عصيبة بين قصف قوات النظام وتصريحات موسكو وأنقرة التي لا تحمي السكان فعلياً وإن كانت تطمئنهم على مستقبلهم في المنطقة على المدى المتوسط.
فتزامناً مع لقاء وزيري الخارجية التركي جاويش أوغلو والروسي سيرغي لافروف، وإعطائهم تطمينات لسكان إدلب، قصفت قوات النظام قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بشكل مكثف، وبدأ القصف المدفعي العنيف على مدينة كفرزيتا من قبل قوات النظام المتمركزة في المعسكر الروسي بقرية الكبارية، منذ مساء الخميس حيث قُصفت المدينة بـ 17 قذيفة من عيار 152 مم، ثم عاودت قوات النظام قصف المدينة بـ 20 قذيفة أخرى.
وطال القصف المدفعي في ريف حماة الشمالي كلاً من قرى “الصهرية وكورة وسحاب، ووادي الدورات” شرقي مدينة اللطامنة.
أما في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، فقد طال القصف المدفعي والصاروخي مدينة خان شيخون وبلدتي التح وتحتايا، ما تسبب بإصابة امرأة في مدينة خان شيخون.
وأصيب أربعة مدنيين بينهم إمرأة نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق لقوات النظام على الحي الجنوبي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
على الصعيد السياسي، اجتمع وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي جاويش أوغلو، أمس الجمعة، في مدينة أنطاليا التركية، بعد تأجيل موعد اجتماعهما مرتين، وأكد لافروف التزام موسكو باتفاقها مع أنقرة حول إدلب، مشيراً إلى أن “هناك تواصلاً مستمراً بين العسكريين (الروس والأتراك)، الذين يلعبون دوراً حاسماً في تنفيذ المذكرة الخاصة بإدلب”، وأضاف: “أنا على ثقة، رغم الوضع الصعب الذي تشهده تلك المنطقة، أننا سنتقدم خطوة خطوة، بل لقد بدأنا نتقدم نحو تحقيق الهدف الذي حدده الرئيسان (الروسي والتركي)، وهذا يشمل إقامة ثلاث مناطق لتسيير دوريات كخطوة أولى”. وشدد الوزير الروسي على “ضرورة العمل على وقف الاستفزازات والهجمات التي تنفذها (ما سماها الجماعات الإرهابية) انطلاقاً من مناطق سيطرتها في المحافظة”.
فيما شدد جاويش أوغلو على أهمية استمرار موسكو وأنقرة في العمل المشترك لتسوية الوضع في إدلب، الذي يعدّ “مسؤولية مشتركة” للطرفين، لافتاً إلى زيادة عدد الاعتداءات وحالات إطلاق النار في إدلب، ما ينعكس سلباً على حياة المواطنين هناك.
وتعزيزاً للاتفاق والتهدئة في المنطقة، سيرت تركيا، اليوم السبت، دوريتين جديدتين في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي، ليصل عدد الدوريات التي سيرتها بموجب اتفاق “سوتشي” إلى 11 دورية.
وأفادت مصادر محلية، أن دورية تركية انطلقت من نقطة “شير مغار” وصولاً إلى نقطة مورك في ريف حماة، وخرجت بعدها باتجاه نقطة الصرمان في ريف إدلب الشرقي.
أما الدورية الثانية فانطلقت من بلدة “الصرمان” شرقي إدلب مروراً بمدينة سراقب وصولاً إلى نقطة العيس بريف حلب.
إلا أن الدوريات التركية التي بدأت منذ نحو شهر، لم تمنع قوات النظام من مواصلة قصف إدلب ومحيطها، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والإصابات، ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو الحدود التركية.
وفي هذا الصدد، اتهمت منظمة العفو الدولية، نظام الأسد، بمواصلة الاستهداف المتعمد للمراكز الصحية والأفران والأحياء السكنية في محافظة إدلب بدعم من روسيا، واصفةً هذا الاستهداف بأنه يندرج ضمن إطار “جرائم الحرب”.
وأفاد تقرير العفو الدولية الصادر الخميس الماضي أن قوات النظام زادت خلال شهر آذار الجاري من وتيرة الاستهداف الجوي للأحياء السكنية في محيط طريق حلب – دمشق الدولي، وشددت على أن هذه الهجمات أجبرت آلاف المدنيين على النزوح إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.
وقالت لين معلوف مديرة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، إن نظام الأسد يواصل تجاهل قوانين الحرب، وسلامة أرواح المدنيين.
كما اتهمت معلوف قوات النظام باستهداف المشافي والمراكز الصحية والأفران والمدارس، لتجبر السكان على النزوح، كما تستخدم وبدعم من روسيا نفس التكتيكات العسكرية غير القانونية التي تؤدي إلى التهجير القسري والنزوح الجماعي. وهو بالفعل ما يحصل في إدلب التي هجرها عشرات الآلاف منذ بدء تصعيد قوات النظام قبل شهرين من الآن.
عذراً التعليقات مغلقة