ضج العالم بخبر اعتراف الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، وتباينت الموافق بين مؤيد ومعارض، وتضاربت الرؤى حول قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛ التي كان يجب تطبيقها للوصول إلى حل يرضي أصحاب الديار، والسائد في الأعراف الدولية أن تعود الأرض إلى أصحابها.
وهذا يسري بالطبع في حال كانت حكومة أصحاب الأرض ورأسها يعتبرونها أرضاً سورية، لكن على ما يبدو أن بشار الأسد لم يعر للأمر اهتماماً بسبب تفاهمات قد تكون مع اسرائيل، وهذا المرجح.
وفي مثل هذه الظروف تتباين الأفكار بين مؤيد ومعارض لمقولة بيع الجولان من جانب الأسد الأب، لكن ما لا يمكن نكرانه هو أن الأسد إن كان الأب أو الابن يبيع نصف سوريا مقابل السلطة، فإدخال إيران وروسيا وسيطرتهما على ثروات سوريا ماهو إلا مقابل الإبقاء على الأسد متربعاً على كرسي السلطة الملطخ بدماء السوريين، والصفقة لا تكتمل إلا بإرضاء حليفهم “إسرائيل”، وذلك عبر إعلان علني لتسليم الجولان وفق هذا الاعتراف المتفق عليه ضمناً، الذي يثبت بالدليل القاطع بيع الجولان لإسرائيل في عهد الأسد الأب.
والسؤال الذي يدور في فلك هذه الأحداث، لم في هذا التوقيت؟ كلنا نعلم أن النظام السوري كان على مدى 40 عاماً حامياً للحدود مع إسرائيل، وكانت حجته الالتزام بالقرارات الدولية، ولكنه لم يلتزم بقرارات دولية بحق السوريين وقتلهم بدم بارد مستخدماً كافة أنواع الأسلحة. وفي وقت سيطر الثوار على المناطق الممتدة على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل، ساد جو من التوتر في تلك المنطقة وكان هناك استنفار دائم للقوات الإسرائيلية، وآنذاك لم تستطع إسرائيل النوم بشكل هانئ لأن حامي حدودهم لم يعد مسيطراً، وفي المقابل لم تعترف أمريكا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان تخوفاً من رد فعل الثوار، ولكن بعد سيطرة النظام على تلك المناطق واننتشار الشرطة العسكرية الروسية أعلن الاعتراف، ولا يخفى على أحد العلاقات الحميمة بين اسرائيل وروسيا، فكيف يمكن لعاقل أن يصدق كذبة النظام أن الثوار عملاء إسرائيليون، وما داموا كذلك فلماذا لم تدعمهم اسرائيل لحماية حدودها من ممانعته، وبما أن النظام مقاوم وممانع ويسيطر على الحدود، لم لا يتحرك هو وحلفاؤة لاستعادة الجولان؟
عذراً التعليقات مغلقة