من هو هاكان فيدان “الثعلب” الذي أفشل الانقلاب ضد أردوغان؟

فريق التحرير19 يوليو 2016آخر تحديث :

أردوغان وهاكان فيدان
تؤكد تقارير إعلامية تركية كثيرة مؤخرا أن “الثعلب” التركي هاكان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي، هو الجندي المجهول الذي تمكّن بحكنته من إفشال الانقلاب ضد سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحافظ أسراره، ويطلق عليه الأتراك يد أردوغان الضاربة، ومعروف عالميا بأنه الرجل الذي تخشاه إسرائيل، وشهد جهاز المخابرات التركية في عهده نقلة نوعية كبيرة، وانتقل من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى جهاز من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.وهو من مواليد عام 1968 في العاصمة التركية أنقرة. تلقّى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرّج منها عام 1986، وتم تعيينه بعدها رقيبا في القوات المسلحة التركية.

تولّى فيدان مهمة فنّي حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وأثناء تأديته لمهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس من جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.

بعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان “مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني” في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً

كما حصل على درجة الدكتوراة عام 2006 من جامعة بيلكنت، عن بحث بعنوان “الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق”.

تم تعيينه مستشارا اقتصاديا وسياسيا في السفارة التركية في أستراليا، بينما تابع دراسته الأكاديمية في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومركز المعلومات والتدريب وأبحاث التحقق في لندن.

وفي عام 2003 تولى رئاسة وكالة التنمية والتنسيق التركية واستمر في المهمة حتى 2007، ولم تبقَ في هذه الفترة دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارتها، وفي الوقت نفسه كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية التركية.

وفي عام 2007 عُيّن نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وكان رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان وقتها رئيسا للوزراء، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر أصبح عضوا في المجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

في 17 نيسان 2009 تم تعيين فيدان نائبا لرئيس الاستخبارات إيمره تانير، وعقب تقاعد رئيس الاستخبارات تانير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيسا للاستخبارات في 27 أيار/ مايو من عام 2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاما، وبذلك أصبح أصغر شخص يتولى منصب رئاسة الاستخبارات التركية.

استطاع فيدان إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.

كان فيدان عنصرا أساسيا في معركته ضد “الكيان الموازي”، وتزعّم جهود أردوغان للتوصّل إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة لإنهاء عقود من الحرب التي دارت في جنوب شرقي البلاد ذات الأغلبية الكردية.

يقول عنه جيمس جيفري، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق “فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد”. وتابع قائلا “علينا أن نعمل معه لأنه يستطيع إنهاء المهام، لكن لا يجب افتراض أنه الصديق الساذج للولايات المتحدة، لأنه ليس كذلك”.

بينما يصفه إيمري أوسلو، الخبير في شؤون الاستخبارات بأنه “أقوى كثيرا من أي وزير”.

في شباط 2015 حدث شيء غير متوقع، حيث تفاجأ الجميع باستقالة فيدان من رئاسة جهاز المخابرات التركية، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتمنية، وكان من أكثر المنزعجين من هذا القرار هو الرئيس أردوغان، حيث أبدى تأسفه من قرار الإستقالة قائلا: “إذا كان جهاز استخبارات الدولة ضعيفا فإنه من غير الممكن أن تقف تلك الدولة بشكل ثابت على قدميها”.

وأضاف “نحن نُدير دولة، وقد عبّرت عن قناعتي حيال هذه القضية من قبل. لقد قمنا بتعيينه في هذا المنصب، وأنا قمت بتعيينه، في هذه الحالة كان عليه أن يبقى في مكانه وأن لا يغادره من دون إذن”.

لكن سرعان ما وعى فيدان لأهمية الدور المنوط به، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد ليرأس جهاز المخابرات مجددا، فلم ينته بعد من حربه ضد الكيان الموازي، ولم تتم عملية سلام كاملة مع حزب العمال الكردستاني، بيد أن هناك آراء تقول بأن عودة فيدان لرئاسة جهاز المخابرات سببها أنه لم يتم الاتفاق على من سيخلفه في المنصب.

* نقلاً عن: “القدس العربي”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل