شهدت العاصمة البريطانية “لندن”، مساء أمس السبت، مظاهرات حاشدة، حيث نزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع مطالبين باستفتاء جديد حول “بريكست”، وسط أجواء تشكك بقدرة الحكومة البريطانية بقيادة “تيريزا ماي” على عرض اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي على مجلس العموم مجدداً.
وقدرت منظمة “بيبولز فوت”، التي تقوم بحملة لإجراء استفتاء جديد، عدد المشاركين في المظاهرة بنحو مليون متظاهر.
وتأتي هذه المسيرة بعد يومين على قرار القادة الأوروبيين، بالموافقة على إرجاء “بريكست” الى ما بعد الموعد المقرر في 29 مارس/ آذار، ليكون الموعد الجديد في 12 أبريل/ نيسان، أي بعد نحو ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي أقر الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي رسالة وجهتها اليوم إلى النواب، حذرت “ماي” من أن التصويت الثالث قد لا يحصل “في حال تبين عدم وجود دعم كاف للاتفاق.
وقد حمل المتظاهرون لافتات كُتب على بعضها “أحب الاتحاد الأوروبي”، و”نطالب بتصويت شعبي”، و”الخروج من الاتحاد الأوروبي لن ينجح”.
وأطلق المتظاهرون هتافات مناهضة لـ”بريكست”، وهم يحملون الأعلام الأوروبية،كما حملوا رسوماً كاريكاتورية لرئيسة الحكومة، في مسيرتهم التي سارت في وسط العاصمة بالقرب من مكتب “تيريزا ماي”.
وفي تصريحات حصلت عليها وكالة “فرانس برس” من المشاركين في المسيرة، ذكر بعضهم أنهم يعيشون مثل هذا الحدث للمرة الأولى، وأنهم غاضبون بسبب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون وجود خطة.
وقد شاركت رئيسة الحكومة الاسكتلندية، “نيكولا ستورجين”، التي تعد معارضة شرسة لـ”بريكست” في المظاهرة، ودعت الذين يعارضون الطلاق مع الاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة “من الفرصة بأقصى حد ممكن” على حد تعبيرها، والمتمثلة بالمهلة الجديدة التي حددتها “بروكسل”.
وشارك في المظاهرة أيضاً “توم واتسون”، الرجل الثاني في حزب العمال، وأعرب عن رغبته بإعادة التصويت على اتفاق “بريكست” مجدداً.
يُشار إلى أن “تيريزا ماي” تواجه صعوبة في الحصول على دعم لاتفاقها الأخير، بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من أجل عرضه على النواب للتصويت عليه الأسبوع المقبل، وما يزيد الأمر سوءاً اعتبار الحزب الوحدوي الإيرلندي الذي يؤمِّن الأكثرية لـ”ماي” في البرلمان، أن الأخيرة “فوتت فرصة” تحسين اتفاق الطلاق خلال لقائها الأخير مع قادة الاتحاد الأوروبي.
وفي حال تم هذا الامر فإن “بريكست” سيتأخر حتى 22 من شهر أيار/ مايو، بحسب ما قررت القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن عدد موقعي العريضة التي تطالب بإجراء استفتاء ثان، تجاوز أمس السبت، عتبة 4.5 مليون توقيع، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
من جانب آخر، تسببت حالة عدم اليقين التي تشهدها عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أضرار كبيرة لاقتصاد المملكة المتحدة.
وقد قُدرت الخسائر الاقتصادية منذ إجراء الاستفتاء عام 2016 بما يقارب مليار دولار أسبوعياً؛ حيث تبلغ قيمة الناتج الاقتصادي المفقود منذ الاستفتاء حوالي 800 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار) في الأسبوع، أو 4.7 مليون جنيه إسترليني (6 ملايين دولار) في الساعة.
عذراً التعليقات مغلقة