ياسر محمد- حرية برس
لفت محللون وسياسيون سوريون إلى مسألة غابت عن التصريحات الرسمية لرؤساء الدول والمسؤولين الغربيين والعرب الذين دانوا دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضم الجولان السوري المحتل إلى “إسرائيل”.
وذكّر السوريون تحت وسم #الجولان_المحتل بتاريخ عائلة “الأسد” في بيع أجزاء من سوريا نظير بقائهم في الحكم أو منحهم امتيازات تمكّنهم من السيطرة والتسلط.
فكتب أحمد فواز على تويتر: “الجد باع سوريا لفرنسا، والأب باع الجولان لإسرائيل، والإبن باع سوريا لإيران وروسيا.. فلا يوجد من هو أكثر خيانةً من هذه العائلة بتاريخ البشرية”.
فيما قال أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني المعارض، إن “الجولان جزء من أرض سورية، تنازلَ عنه حافظ الأسد عام ١٩٦٧ في مسرحية معروفة مقابل تمكينه من الحكم. تفوحُ اليوم رائحة صفقة، إيران وبشار جزءٌ منها، مقابل بقاء الأخير في السلطة”.
وأضاف: “كما نقاوم الاستبداد، سندافع عن استقلال بلدنا وسيادته وسلامة أراضيه وفق الشرعية الدولية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال أمس الخميس إن الوقت حان لدعم سيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي”.
ورأى محللون أن قرار ترامب في هذه المرحلة يضخ دماء جديدة في عروق المحور الذي يتحكم بسوريا والمنطقة، تحت شعار “المقاومة والممانعة” ويعطيه المبررات للاستمرار بالقمع، وهو ما ظهر باستغلال نظام الأسد وإيران والميلشيات الطائفية لتصريحات ترامب في تعزيز الذريعة التي يقتلون بها السوريين ويغيرون التركيبة السكانية، تحت شعار “كل الطرق تؤدي إلى القدس”، بينما تعمل إيران على الوصول إلى ميناء اللاذقية لفك الحصار الاقتصادي ونهب ثروات سوريا!.
رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، نصر الحريري، اكتفى بالتأكيد على سورية الجولان وأن للشعب السوري كامل الحق في الدفاع عنه والسعي لاستعادته بكل الطرق، فيما رأى عضو الهيئة، إبراهيم جباوي أن “إعلان ترامب الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل إنما هو دليل قاطع على تنازل نظام الأسدين الأب والابن عن هذه المنطقة”. داعياً السوريين إلى تحقيق إجماع على رفض قرار واشنطن، قائلاً: “أرى أنه بات من واجب كافة مكونات الشعب السوري إصدار بيانات رافضة لعزم أمريكا الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل”.
روسيا من جهتها، شاركت “محور الممانعة” الإدانة والرفض للإتجار بموقفها لاحقاً، وتمنت أن يبقى كلام ترامب خارج دائرة التنفيذ، لكن المعارض السوري محي الدين لاذقاني رأى أن التغريدة ستتحول لسياسة أميركية واقعية قريباً، مذكراً أيضاً بأن قرار ترامب أفضل هدية لنتنياهو المقبل على انتخابات حاسمة بعد أيام: “تغريدة ترامب عن ضم الجولان لإسرائيل دعم مباشرة لحملة نتانياهو الانتخابية، وإن صمت العرب كما صمتوا عن نقل السفارة للقدس سيتبناها بومبيو غداً، وتتحول التغريدة خلال فترة قصيرة لسياسة أميركية رسمية”.
وفي مسار وحدة المصالح “الإسرائيلية- الإيرانية” فسر الباحث السوري عبد الرحمن الحاج قرار ترامب، قائلاً: “إذا كانت إيران بوجودها في سوريا بعد العراق تجعل مصالح إسرائيل متحققة كما لم تحلم من قبل فلماذا يعتقد البعض أنها تريد أن تخرج إيران من سوريا؟… هل كان لأي إدارة أمريكية القدرة على إعلان الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري لولا إيران؟”.
Sorry Comments are closed