علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
تسود ظاهرة التسول في الشمال السوري المحرر، حيث لا يكاد يخلو سوق شعبي أو باب مسجد من وجود بعض النساء أو الأطفال الذين يطلبون مد العون لهم بسبب ضيق ذات اليد.
وتعود أسباب انتشار ظاهرة التسول إلى الحالة الاقتصادية المتردية التي يعاني منها سكان الشمال السوري معظمهم، لاسيما المهجرين من باقي المحافظات السورية، الذين خرجوا ببعض المتاع الشخصية والأموال التي استهلكوها خلال فترة النزوح والتهجير، فضلاً عن فقدان كثير من العائلات معيليها بسبب الحرب المستمرة منذ 8 سنوات.
وتنعدم هذه الظاهرة في الأرياف والقرى الصغيرة بسبب وجود تكافل اجتماعي محلي ضمن العائلة الواحدة، في حين تسجل أعلى نسبة لها في المدن الكبرى، فعلى سبيل المثال، لا تكاد تخلو زاوية في شوارع “سرمدا” شمالي إدلب من امرأة أو اثنتين مع أطفال صغار يتنقلون بين المارة، مادين أيديهم طلباً لما تيسر من مال، ويعود ذلك إلى زحام المدينة.
وقال الأستاذ، “عبد الستار عبد الوهاب”، الأخصائي في علم الاجتماع، في تصريح لـ”حرية برس”: إن “التسول ظاهرة قديمة في المدن الكبرى، وازدادت في الفترة الأخيرة، متحولة إلى مرض مجتمعي خطير، حيث أصبح التسول مهنة لا حاجة، خصوصاً مع استغلال الحالات الإنسانية من أجل استعطاف الناس”.
وأوضح “عبد الوهاب” أن “نزوح العائلات المستمر وتوقف العملية التعليمية في بعض المناطق أدى إلى استغلال الأطفال في تمكين هذه الظاهرة”، مشيراً إلى أنه “لابد من العمل على إعادة الأطفال إلى مدارسهم وتأمين احتياجاتهم أو إدخالهم إلى ورشات تدريبية مهنية للحد من هذه الظاهرة، وخصوصاً بعد ازدياد الجمعيات والمنظمات الراعية للأنشطة التعليمية”.
وأكد الأخصائي في علم الاجتماع على ضرورة توعية الأهالي بشأن خطورة ظاهرة التسول من خلال حملات التوعية والإرشاد للمساهمة في حل هذه الظاهرة، إضافة إلى إدخال النساء اللواتي يمتهنَّ التسول في مجالات عمل تختص بالمرأة لتأمين لقمة العيش بعيداً عن سؤال الآخرين، وذلك من خلال تدريبهن في ورشات عمل يستطعن بعدها كسب مردود مادي يكفيهن وأبناءهن.
وشهد الشمال السوري خلال العام الماضي موجات تهجير للسكان على يد نظام الأسد وحليفته روسيا من عدة محافظات سورية في ريف دمشق وحمص ودرعا وريف حماة، حيث انتشر آلاف منهم في مخميات النزوح العشوائية بالقرب من الحدود التركية، ويعيشون أوضاعاً إنسانية متردية، فضلاً عن غياب فرص العمل.
عذراً التعليقات مغلقة