ياسر محمد – حرية برس
كما كان متوقعاً؛ دخلت إيران في صدام واضح مع حليفي أستانة (تركيا وروسيا) مع اشتداد الصراع على تقاسم سوريا، وخاصة تلك المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد والميليشيات الانفصالية.
وفي تصريح مفاجئ؛ دعا رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، اللواء محمد باقري، القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، وخاصة في إدلب وشرق الفرات، إلى الانسحاب فوراً. ما يعني انقلاباً على تركيا حليف إيران في مسار أستانة.
وقال باقري خلال زيارته إلى دمشق، أمس الأحد، إن “وجود القوات الأجنبية في منطقة إدلب وشرق الفرات غير شرعي”، (القوات التركية في إدلب، والقوات الأميركية والفرنسية شرق الفرات) داعياً إلى مغادرتها على وجه السرعة!.
ولم تكن طهران جزءاً من اتفاق “سوتشي” حول إدلب الذي وقعه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والذي قضى بإعلانها منطقة “خفض تصعيد”، إلا أن إيران ثالث أضلاع مسار أستانة (تركيا، روسيا، إيران) باركت الاتفاق لاحقاً.
وعدَّ محللون ومتابعون اجتماع قادة جيوش إيران والعراق ونظام الأسد في دمشق أمس الأحد، انقلاباً إيرانياً على الحلفاء والأعداء، إذ تسعى إيران إلى توطيد احتلالها السياسي وشبه العسكري للعراق وسوريا، وصولاً إلى البحر المتوسط، وفي سبيل ذلك أعلنت طهران عداءها المباشر لجميع القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، بما في ذلك تركيا، ولا يخفى صراعها المتنامي مع روسيا، إذ وصل هذا الصراع إلى مملكة الروس على الساحل السوري.
وفي هذا الخصوص، تبدي إيران اهتماماً ملحوظاً بالوجود في مدينة اللاذقية ومينائها على الساحل السوري، والذي بدأت بالعمل عليه منذ 7 سنوات، كما تتطلع إلى إعطاء ميناء الحاويات في اللاذقية لإدارة إيرانية. وبحسب مصادر إعلامية غربية، بدأت الشركات الإيرانية نقل البضائع عبر ميناء اللاذقية الذي سيكون مصب الطريق البرية الواصلة بين إيران وسوريا عبر العراق، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
كما تهدف إيران من اجتماع قادة الجيوش في عاصمة نظام الأسد، إلى تأمين الحدود السوريةـ العراقية، وتأمين خطوط النقل البري بين إيران وسوريا عبر العراق، وفتح معبري القائم والوليد، على الحدود السورية ـ العراقية، وقالت مصادر إعلامية عربية إن إيران تضغط باتجاه تفعيل خطوط النقل البري وتأمينها بوصفها أولوية بعد فرض العقوبات الأميركية عليها قبل 5 أشهر، إذ ترى طهران نجاتها مرتبطة بالبوابة العراقية السورية، لتنفذ إلى البحر المتوسط عبر ميناء اللاذقية أو ميناء بيروت بمساعدة ميليشيات “حزب الله” التابعة لها والمسيطرة هناك.
التلفزيون الإيراني قال إن برنامج اللواء باقري يتضمن زيارة منطقة الفرات ومدينة البوكمال ودير الزور شرق سوريا، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق؛ حيث تتمركز الميليشيات الإيرانية في سوريا، لكن اللافت أن باقري هاجم الوجود التركي في إدلب، وكذلك مدَّ عينه إلى اللاذقية حيث السيطرة والمصالح الروسية، وهو ما يعني انقلاباً خطيراً على الحليفين في عملية استباقية ضد تركيا ولاحقة ضد روسيا التي بدأت خطوات طرد إيران عملياً عندما اتفق الرئيس الروسي بوتين مع رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، منذ أقل من شهر على إخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك الإيرانية، أو هي على رأسها، وهو المطلب الذي لن تتخلى عنه “إسرائيل” التي قصفت وستقصف أي هدف عسكري إيراني على الأراضي السورية.
يذكر أن تركيا ثبتت 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب وريفي حماة وحلب بموجب اتفاق “سوتشي” في أيلول من عام 2018، ولها حضور في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي، وأعربت تركيا على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين بأنها لن تغادر تلك المناطق إلا في حال حصول تسوية سياسية شاملة، وتربط وجودها بحماية السكان الذين طلبوا حمايتها وكذلك بأمنها القومي.
Sorry Comments are closed