فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
داخل فناء أرضي لا تتجاوز مساحته 200 متراً عرضاً وطولاً، نجحت معلمة من تحويل ذلك المكان المهمش خلف مبنى المدرسة التي تعمل فيها، إلى حديقة زراعية باستخدام الإطارات المطاطية والمخلفات البلاستيكية إلى تحف فنية جميلة لزراعة الورود والنباتات بداخلها ذات المنظر الجمالي الخلاب الذي يجذب الزوار إليه.
تقول المعلمة صاحبة الفكرة والناشطة الشبابية ’’لينا رمضان شقورة‘‘، البالغة من العمر 38 عاماً، في حديثها لحرية برس، إن ’’بداية مبادرتي كانت هدفها هو زرع الحياة داخل قلوب الأطفال الطلاب وحبهم لها، إلى جانب زرع الأمل والخروج من الاكتئاب واليأس الذي يتعرض لها الطلاب في المدرسة التي أعمل بداخلها، والتابعة لوكالة (الغوث) لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة‘‘.
وبيّنت المعلمة، أنها قامت بجمع الإطارات المطاطية والمخلفات البلاستيكية من خلال علاقاتها الشخصية وإدخال الجمال والفن عليها، مع ملاحظتها لمكان مهمش خلف مبنى المدرسة التي تعمل بها، دون وصول الطلاب إليها، كوّن لديّها الدافع والشغف بتحويل ذلك المكان إلى حديقة جميلة بواسطة الإطارات والمخلفات البلاستيكية القديمة التي لا حاجة للناس بها، وتحويلها إلى تحف فنية وزراعة الورود والنبات بداخلها.
وذكرت شقورة قائلةً: ’’قمت بتنظيف تلك الأرض الصغيرة مبنى المدرسة مع العديد من المبادرين الذين أعجبتهم فكرتي ومبادرتي، وتحويل ذلك المكان إلى حديقة فنية، والإستعانة بالعديد من الفنانين والفنانات، بالإضافة إلى أصحاب المواهب الشابة بمجهودهم الذاتي والتطوعي‘‘، مؤكدةً أن جميع الدعم المقدم لبناء والقيام بتلك المبادرة من الأدوات والدهان وغيرها كان بمجهودها الذاتي وعلاقتها الشخصية مع المجتمع المحلي من المواهب والفنانين كناشطة ومبادرة اجتماعية داخل قطاع غزة.
وأوضحت المعلمة، أن ’’آلية جمع الإطارات والمخلفات البلاستيكية من خلال الأصدقاء والمعارف الذين ساعدوني وشجعوني على تلك الخطوة والمبادرة، من أجل الحفاظ على البيئة من التهميش، إلى جانب الاستعانة بالعديد من الرسامين الذين رسموا العديد من اللوحات الجميلة على جدران الحديقة‘‘.
الصعوبات المادية
وأكدت شقورة، أن أي مبادرة شبابية في قطاع غزة ينقصها الدعم المادي الذي يعد عائقاً لها، حيث أن تلك المشاريع تكون بحاجة إلى المال من أجل تطوير وتنفيذ المشروع، نظراً لحاجتها إلى أدوات الدهان وغيرها في أي مبادرة شبابية، أما بالنسبة لها، فقد استعانت بالعديد من الأشخاص، وحصلت على الإسمنت وغيره دون مقابل، مبينةً أن كل نقطة كانت تقف عائقاً في طريقها تجد الحل للخروج منها.
ولاقت تلك المبادرة ترحيباً كبيراً من قبل مديريات التربية والتعليم داخل وكالة ’’الغوث‘‘ وتشغيل اللاجئين، حيث تقول المعلمة، إن ’’العديد من الشخصيات العاملة داخل مديريات التربية والتعليم من أجل تطوير وتبني تلك المبادرة، لتشمل تنفيذ تلك المبادرة في العديد من مدارس العاملة داخل محافظات قطاع غزة، من خلال التواصل معي لدعم ذلك‘‘.
وتشارك المعلمة شقورة، التي جمعت بين التدريس وإعطاء دورها الفعال كناشطة شبابية داخل المجتمع المحلي، بمشاركة العديد من الطلاب داخل الفصل الدراسي الذي تقوم بتعليمه ري المزروعات والنباتات داخل الحديقة كل يوم للحفاظ عليها من التلف والهلاك.
لكن الشيء الجميل الذي أضافته المعلمة، هو لحن أنشودة موسيقية للحديقة، من باب تعزيز وغرس ذلك داخل قلوب الطلاب في المرحلة الابتدائية، من أجل حبهم للحفاظ على البيئة والعمل بروح الفريق، إلى جانب إبراز دور الإبداعات والطاقات الشبابية من الرسامين والفنانين الذي ساهموا بإنجاح تلك المبادرة.
وتتمنى الناشطة الشبابية شقورة، تطبيق تلك الفكرة على صعيد أولياء الأمور في بيوتهم، من أجل الحفاظ على جمال البيئة، ودعم الطاقات الشبابية من أصحاب المواهب لتسليط الضوء عليهم وإظهارهم إلى العلن وإعطاء دورهم الفعال داخل المجتمع على الصعيد المحلي والدولي، بالإضافة إلى تحويل تلك البيوت حتى لو كانت داخل الشقق السكنية مثل ’’البلكونة‘‘ واستغلالها بزراعة النباتات والورود بداخلها ومشاركة أبنائهم في ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة