حرية برس:
تحدى عشرات آلاف الجزائريين انتشار وحدات ضخمة من شرطة مكافحة الشغب، اليوم الجمعة، وواصلوا مظاهراتهم الحاشدة ضد الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة”، في أكبر تحدٍ لحكمه المستمر منذ عشرين عاماً.
وتظاهرت حشود كبيرة في العاصمة الجزائرية في الجمعة الثالثة على التوالي، رفضاً لترشح الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة” لولاية خامسة، رغم تحذيره أمس الخميس من ’’فوضى‘‘ و’’فتنة‘‘، ما يشير إلى رفضه التراجع عن ترشحه.
وبدت التعبئة بأعداد هائلة تزيد عن أعداد متظاهري يومي الجمعة السابقين في العاصمة الجزائرية، حيث غصت ساحة البريد الكبرى في وسط العاصمة، إضافة إلى أحد المحاور الرئيسة التي تصل إليها والشوارع الكبيرة المجاورة، بالحشود.
وتزامنت الاحتجاجات مع إحياء مناسبة ’’اليوم العالمي للمرأة‘‘، كما شاركت نساء كثيرات من مختلف الأعمار في التجمع الذي هتف المشاركون فيه بهدوء ’’نظام مجرم‘‘ و’’لا عهدة خامسة يا بوتفليقة‘‘، فيما كتب بعض المحتجون على لافتة لوحت بها متظاهرة ’’لديهم الملايين (من الأموال) ونحن ملايين‘‘.
كما نظمت مظاهرات أخرى سلمية، في باقي أنحاء البلاد وخصوصاً في “وهران” و”قسنطينة”، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد، بحسب موقع ’’كل شيء عن الجزائر‘‘ الإخباري الذي تحدث عن مظاهرة كبيرة أيضاً في “بجاية” في منطقة “القبايل”.
فيما قالت قناة الشروق التلفزيونية الخاصة، اليوم الجمعة، إن عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب للانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
واحتجزت الشرطة السويسرية مرشح المعارضة الجزائرية، ’’رشيد نكاز‘‘، بسبب دخوله إلى المشفى الذي يخضع فيه “بوتفليقة” للعلاج، حيث سافر “نكاز” إلى هناك للمطالبة برؤيته بنفسه ليرى إن كان مؤهلاً على الصعيد الصحي للرئاسة.
وتعد مظاهرات اليوم الجمعة من أكبر المظاهرات منذ انتفاضات الربيع العربي في 2011 وتمثل أكبر تحدٍ للرئيس الذي يخوض الانتخابات في 18 أبريل/نيسان سعياً إلى الفوز بولاية جديدة.
وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت خدمات القطارات والمترو في العاصمة صباح اليوم الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة قبل احتجاجات متوقعة ضد الرئيس.
وكان “بوتفليقة” قد حذر في رسالة، يوم الخميس، بمناسبة يوم المرأة العالمي، من “الفتنة” و”الفوضى”، داعياً “إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أي فئة غادرة داخلية أو أجنبية، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات”، حسب زعمه.
ويطالب عشرات آلاف الجزائريين بتنحي “بوتفليقة”، إذ ضاقوا ذرعاً بهيمنة قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962، لكنه على الرغم من اعتلال صحته قدم أوراق ترشحه.
وعرض الرئيس الجزائري تقليص مدة رئاسته بعد الانتخابات، وحتى تغيير ”النظام“ الذي يدير البلاد، لكن مواطنين ينتمون إلى فئات مختلفة من المجتمع، بينهم طلاب وأسر شابة، ما زالوا في الشوارع.
عذراً التعليقات مغلقة