لجين مليحان – حرية برس:
تعيش محافظة درعا، جنوبي سوريا، حالة توتر واحتقان بسبب محاولات نظام الأسد إعادة نصب تمثال ’’حافظ الأسد‘‘ إلى منطقة وسط المدينة، أمام منزل المحافظ التابع لحكومة النظام ’’محمد خالد الهنوس‘‘، بدلاً من التمثال السابق الذي دُمِّرَ في 25 آذار/مارس 2011، بعد اندلاع الثورة السورية بأيام، احتجاجاً على نظام الاستبداد والقمع وانطلاق المظاهرات بهدف إسقاطه.
لكن نظام الأسد يعمل اليوم بعد ثمانية أعوام من تدمير التمثال القديم على أيدي الثوار، على تجهيز منصة للتمثال الجديد في وسط ساحة “الحرية”، التي كانت تسمى ساحة “الأسد” قبل اندلاع الثورة في 2011 وإسقاط التمثال فيها.
وأفاد مصدر خاص لحرية برس -طلب عدم كشف اسمه- أن ’’دعوات وُجِّهَت إلى جميع أهالي حوران للتجمع أمام البلدية، للانطلاق في الساعة 8 إلى مركز درعا للمشاركة بمسيرة الوفاء‘‘.
وأشار المصدر إلى أسماء بعض تجار المدينة الذين موّلوا ودعموا بناء التمثال الجديد على نفقتهم الخاصة، وهم: ’’نور الدين محاميد‘‘، صاحب صالات سجاد صيدا في الأردن، و’’وليد محاميد‘‘، تاجر في الكويت، و’’غسان العكلة المحاميد‘‘، رئيس غرفه تجارة درعا سابقاً.
بدوره، ذكر الناشط ’’أبو محمود الحوراني‘‘، عضو ’’تجمع أحرار حوران‘‘، في حديثه لحرية برس، أن ’’الهدف من رفع التمثال هو إيصال رسالة إلى أهالي الجنوب، تفيد أن الأوضاع في درعا عادت إلى عهدها القديم، وأن مبدأ الخوف الذي كسره الشعب في بداية الثورة سوف يعود إلى سابق عهده‘‘.
وأكد “الحوراني” أن هناك حالة غضب، وإن كانت غير ظاهرة لدى الأهالي، وذلك لأن نظام الأسد يحكم سيطرته على الجنوب بشكل عام، مرجحاً أنه ’’من الممكن أن تظهر توابعها لاحقاً من خلال رفض التمثال وكثير من انتهاكات النظام‘‘، معتقداً أن التمثال لن يبقى على حاله”، حسب تعبيره.
من جهته، قال ’’سليمان القرفان‘‘، نقيب المحاميين الأحرار في درعا، ’’منذ أن علمت بنية عملاء النظام إعادة نصب تمثال حافظ الأسد خطر لي المثل القائل: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، ولعلمي المسبق بغباء هذا النظام وعدم اقتناعه بأن الزمن لا يمكن أن يعود إلى الوراء فهو ماض في تلك الخطوة الاستفزازية‘‘.
وأكد “القرفان” ’’إنّا على يقين من أن هذه الخطوة الحمقاء سيكون لها أثر كبير في تحريض الثوار مجدداً، وستكون تلك الخطوة مبرراً لتصعيد الثوار، وسنشهد تبعات جسيمة تتجسد في عمليات اغتيال تطال عملاء النظام، إضافة إلى تصعيد عمليات المقاومة الشعبية في المحافظة‘‘.
كما تحدث الشيخ ’’فيصل الأبازيد‘‘ في تسجيل صوتي قائلاً: ’’إن سوريا ليست ملكاً لفرد أو مجموعة واحدة، نحن نريد بلداً حراً يستقل فيه المواطنون كافة وينعمون بالعدالة‘‘، مستنكراً أن تكون المدارس والمشافي والكهرباء والمياه والجيش والجامعات كلها ملكاً لآل الأسد، حسب وصفه.
وأضاف “الأبازيد”، أنه ’’من حق البعثيين أن يحتفلوا برموزهم إن أرادوا، لكن في مكاتبهم، لكن لا يحق لهم فرضها على المواطنين‘‘.
من الجدير بالذكر أن رجال المصالحات يسعون إلى إعادة التمثال في ’’بادرة حسن نية‘‘ لتأييدهم نظام الأسد والحصول على مكاسب شخصية، ما يثير سخط الأهالي بشكل كبير في محافظة درعا، خاصةً أن هذا التمثال هو أول تمثال أسقطه المتظاهرون في سوريا بعد اندلاع الثورة السورية.
Sorry Comments are closed