ياسر محمد – حرية برس
بدأت القوات التركية المنتشرة في محافظة إدلب، اليوم الجمعة، تسيير أولى دورياتها العسكرية في المنطقة منزوعة السلاح عليها في “سوتشي” مع روسيا في السابع عشر من أيلول الماضي.
وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، اليوم الجمعة: “تنطلق اليوم دوريات روسية في المنطقة الحدودية خارج إدلب وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح”.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول أن “الدوريات التركية والروسية في إدلب تعد خطوة مهمة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار”.
وزير الدفاع التركي دعم الخطوة العسكرية بتصريحات سياسية قوية تهدف لوضع حد لقصف قوات الأسد المتواصل منذ نحو شهر على مناطق “خفض التصعيد” بإدلب، والذي أودى بحياة عشرات المدنيين وتسبب بنزوح 15 ألف أسرة وفق تقديرات منظمات محلية.
وقال أكار: “أكبر شكوى لدينا من النظام السوري خرقه لوقف إطلاق النار (…) ننتظر منهم الالتزام به، ونطلب من الروس إيقاف النظام عن شن الهجمات في إدلب”.
وأضاف أن بلاده لا تتواصل مع نظام الأسد، بل مع روسيا وعند الضرورة مع إيران.
وذهب أكار إلى الضغط على أوروبا والولايات المتحدة في ملف إدلب، قائلاً: “إذا استمرت الهجمات في إدلب، وبدأت الهجرة فإن لجوء 3.5 مليون شخص لن يكون فقط إلى تركيا وأوروبا وإنما إلى الولايات المتحدة أيضاً”.
وتأتي الخطوات التركية العسكرية والسياسية تنفيذاً لتعهدات قطعها الأتراك لأهالي إدلب مفادها أنهم لن يسمحوا باجتياحها، وكذلك درءاً لأي سيناريو تعده روسيا للمنطقة يخالف مصالح تركيا والسوريين الثائرين والمعارضين لنظام الأسد.
إذ زادت قوات الأسد من وتيرة هجماتها على إدلب مؤخراً، وانتقلت من مرحلة القصف المدفعي إلى الغارات الجوية، تزامناً مع تصريحات روسية متصاعدة بضرورة القضاء على “الإرهاب” في إدلب وإعادتها إلى سيطرة النظام، فيما سرت أنباء عن تحريض إيراني للنظام على احتلال سراقب وجسر الشغور.
وفيما ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، ملف إدلب مع لجنة الأمن القومي الروسي، أشارت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، إلى أن “الوضع الحالي في سورية عموما يمكن تقييمه بأنه مستقر”، مستدركة: “تبقى بؤر التوتر الرئيسية في شمال شرقي وجنوب شرقي سورية كما أن الوضع خطير للغاية في منطقة خفض التصعيد بإدلب”. وأوضحت زاخاروفا أن “ممثلي وزارتي الدفاع في روسيا وتركيا واصلوا عملهم على مجموعة من التدابير من أجل التنفيذ الفعال والكامل لمذكرة سوتشي حول في 17 أبلول (سبتمبر) 2018″، معربة عن أملها في أن “يؤدي تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين العسكريين إلى انعطاف واستقرار الوضع في إدلب وحولها، إضافة إلى تحييد التهديد الإرهابي المنطلق من هناك”.
وحول التطورات العسكرية والسياسية الراهنة، أكد قيادي بارز في الجيش السوري الحر، في حديث مع صحيفة “العربي الجديد”، أن المفاوضات بين موسكو وأنقرة حول تنفيذ اتفاق سوتشي بكل بنوده “لم تثمر عن نتائج”، مضيفاً: “الوضع بات معقداً جداً بين كل من تركيا وروسيا، على ضوء القصف الجوي والمدفعي الذي لا يكاد يهدأ في شمال غربي سورية، في تجاوز سافر لاتفاق سوتشي”. وكشف القيادي أنه يجري الإعداد لـ”عقد مؤتمر عام يجمع القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة” متوقعاً انهيار اتفاق سوتشي برمته “في حال لم يتوقف القصف من قبل النظام وحلفائه”.
ويوم الثلاثاء الماضي، كشفت مصادر إعلامية إيرانية عن نية قوات الأسد والميليشيات الموالية لها مهاجمة مدينة سراقب بريف محافظة إدلب، وذلك ضمن خطة تهدف للسيطرة على 20 كلم شرقي نقاط التماس الحالية مع فصائل المعارضة شرق المحافظة، وهو ما سيتم إحباطه بعد تسيير دوريات تركية وفق ما يراه محللون ويأمله سكان المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة