ياسر محمد- حرية برس:
أطلق مسؤولون إيرانيون تصريحات متناقضة حول الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وذلك رداً على خطط روسية- إسرائيلية تقوم على إخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية التي تأتي على رأس المستهدفين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، اليوم الإثنين، إن وجود إيران في سوريا استشاري فحسب، وإنها لا تملك معسكرات وقوات عسكرية فيها، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.
وجاءت تصريحات “قاسمي”، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إذ زعم قائلاً: “لا نملك وحدات عسكرية ومعسكرات في سوريا، بل إن وجودنا استشاري الطابع”، وتابع: “سنستمر في هذا الوجود ما دامت سوريا (نظام الأسد) تطلب منا ذلك”.
وفي تصريح سابق ومناقض تماماً، هدد قائد “الحرس الثوري” الإيراني، “محمد علي جعفري”، رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ”صواريخ تسقط على رأسه”!
وقال “جعفري” إن إيران لن تسحب قواتها من سوريا، رداً على تهديدات “بنيامين نتنياهو” لإيران، باستهداف قواتها في سوريا.
وتابع جعفري: “ستبقي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستشاريها العسكريين، وقواتها الثورية وأسلحتها في سوريا”، وهذا تصريح رسمي بوجود “قوات عسكرية وأسلحة إيرانية” في سوريا.
وفي الأثناء، أعلنت “هيئة تحرير الشام”، اليوم الإثنين، عن مقتل ضابط إيراني في هجوم شنته مساء أمس على موقع للنظام، في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي.
وذكرت وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، أن العملية أدت إلى مقتل ضابط إيراني وأربعة عناصر من قوات الأسد في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.
ويوم الأربعاء الماضي؛ أعلنت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني العثور على عدد من عناصرها المفقودين في سوريا، وذلك بعد أسابيع من غارات “إسرائيلية” استهدفت مواقعهم.
وجاء في بيان للحرس الثوري، نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أن فريق بحث تابع لمليشيا “فيلق القدس”، كشف عن القتلى الذين وصفهم بـ”الإستشاريين”، خلال أداء مهامه في سوريا.
وسبق للاحتلال الإيراني أن اعترف بمصرع مئات من عناصره وعناصر الميليشيات التابعة له في سوريا، إذ تجنّد إيران مرتزقة طائفيين من “باكستان وأفغانستان والعراق”، للقتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد، ووثقت تنسيقيات ثورية سورية أكثر من خمسين ميليشيا طائفية تتبع لإيران وتنشط عسكرياً في سوريا من حوران في الجنوب حتى دير الزور في الجزيرة.
يذكر أن الحلف الروسي الإيراني في سوريا أخذ بالتصدع، وخرج الخلاف بينهما إلى العلن، بعد تصريحات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء دولة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، عقب قمتهما في موسكو نهاية شباط الفائت، أنهما توصلا إلى آلية لإخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية، كما أكد “نتانياهو” من الكرملين عقب لقاء بوتين، أن “إسرائيل” ستواصل استهداف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في سوريا، ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن “الأزمة في العلاقات مع روسيا تم تجاوزها”، وأكد أن “إسرائيل ستواصل العمل، وفق الضرورة، ضد محاولات العدوان الإيراني، مع حفاظها على آلية منع الاشتباك مع روسيا”.
ويدير “الحرس الثوري الإيراني” عشرات الميليشيات متعددة الجنسيات لدعم نظام الأسد، أبرزها حزب الله اللبناني وميليشيا “فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية وعصائب “أهل الحق” العراقية.
ويُقدر عدد عناصر هذه الميليشيات بأكثر من 40 ألف عنصر، يتركز وجودهم في البادية السورية لتأمين خط الإمداد من إيران إلى سوريا عبر العراق، ومحيط العاصمة دمشق وجنوبها، ووسط البلاد، في ثكنات متفرقة من حمص وحماة وجنوبي حلب.
ولجأت إيران مؤخراً إلى استراتيجية جديدة تقوم على تأسيس ميليشيات محلية من عناصر “المصالحات”، وذلك لترميم النقص أو الانسحاب الإجباري من سوريا، لتبقى موجودة ومؤثرة في المشهد السوري من خلالهم، وهو نفس السيناريو الذي تعمل عليه موسكو، ما أدى إلى ظهور صراعات بين الدولتين، خصوصاً في درعا والجنوب السوري.
عذراً التعليقات مغلقة