علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:
يبحث معظم السوريين في ريف إدلب الشمالي عن أي عمل أو مصدر رزق يؤمنون عن طريقه قوت يومهم، بالتزامن مع قلة الموارد واتفاع أسعار المواد الأساسية في تلك المناطق.
لذلك تلجأ النساء معظمهن إلى البحث عن بعض النباتات في الأراضي الزراعية والجبال، التي يتطلب العثور عليها البحث والسير ساعات ومسافات طويلة، ومن هذه النباتات “الشنيطرة” وهي نبتة خضراء شبيهة بنبتة “الخبيزة”.
تقول “أم محمد”، من أهالي قرية “كفرديان” في ريف إدلب الشمالي، لـ”حرية برس”: “إن مناخ شهري شباط وآذار مناسب لنمو نبتة الشنيطرة، وهي نبتة خضراء تشبه إلى حد كبير في مذاقها الخبيزة، وأخرج في الجو المشمس منذ الصباح الباكر إلى القرى التي تنبت فيها هذه النبتة، وتبعد من 20 إلى 30 كم، ومنها ’صلوة’ و’كلبيت’ في ريف إدلب الشمالي، ومدينة ’دارة عزة’ و’زرزريتا’ في ريف حلب الغربي”.
وتضيف “أم محمد”: “تعد هذه المناطق أكثر الأماكن التي تنتشر فيها هذه النبتة، وهي تنمو بين أشجار الزيتون، لذلك نخرج أنا وعدة نساء من القرية وننتشر في هذه الأراضي بحثاً عن النبتة، ونقضي وقتاً طويلاً لنجمع كميات كبيرة، حيث أجمع من 8 الى 10 كيلو غرام تقريباً بشكل يومي وأعود بها إلى المنزل”.
وتوضح أن سعر الكيلو غرام الواحد “يصل إلى 1000 ليرة سورية، وهذا المبلغ يعد مناسباً لنا لأننا نبذل جهداً كبيراً في البحث عنها، ويطلبها الغني والفقير”.
وتؤكد “أم خالد”، إحدى النساء اللواتي يجمعن هذه النبتة، لـ”حرية برس”، “أعتبر هذه النباتات مصدر رزقي، حيث أخرج مع أطفالي ونبحث عنها، وهذه النبتة عليها طلب كبير من الناس والجيران، وإضافة إلى الشنيطرة، أجمع أيضاً الخبيزة والحميضة والقريقص والشوك، فهذه النباتات يبحث عنها الفقير لتعيله في حياته”.
وتعد هذه النباتات الصالحة للأكل أو كما يسميها العامة “السليق”، مصدر رزق لكثير من الناس، وأحد مصادر الدخل المتنوعة التي يسعى إليها الأهالي في ظل ندرة فرص العمل.
عذراً التعليقات مغلقة