يستمر النظام وحلفاؤه في قتل الشعب السوري أمام أنظار العالم وقوانينه التي باتت تحمي الحيوانات أكثر من البشر، إلا أن هذا المشهد المعتاد يومياً أصبح يمثل زاوية أساسية في وسائل الإعلام، لكن رغم فظاعة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبنا بدأت تطفو على السطح ظواهر كانت غريبة على الشعب السوري، وهي جرائم الخطف بقصد المال أو لغايات شخصية.
كل ذلك يحصل بشكل سهل وبسيط من دون أن يكشف النقاب عن الفاعلين، ورغم كل الإجراءات الأمنية التي تتخذها الفصائل في الشمال السوري، إلا أنه لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع عن حادثة اختطاف تطال أحد الأشخاص، وخاصة الكوادر العاملة في المنظمات أو حتى أناساً عاديين. وقد وجد هؤلاء الخاطفون في ساحة الثورة ثغرات كثيرة تحقق مآربهم الدنيئة، وراحوا يعتاشون على دماء الأبرياء مستغلين ضعف القوى الأمنية في ردعهم وتسجيل حالات القتل ضد مجهولين.
لم يعد الاختطاف والقتل من أجل الحصول على الأموال فحسب، بل أصبح وسيلة لتصفية حسابات شخصية لأمور تافهة، متذرعين بعدم قدرة المحاكم المحلية على تحصيل حقوقهم، لذلك أصبح القتل هو العقاب الوحيد الذي يطال الشخص المخطئ أو حتى البريء، والاكتفاء برمي جثثهم على حافة الطرقات أو في الآبار، لتنتهي بذلك حياة الشخص من دون معرفة غريمه.
إلا أن هذا الملف لا يشكل حالة خاصة في الشمال السوري، بل يتكرر المشهد حتى تحت سلطة النظام وقوانينه وقواته الصارمة، فقد نتج عن إطلاق النظام العنان لشبيحته عصابات اعتادت على القتل والحصول على الأموال بطريقة سهلة، وبات الخطف حالة علنية من دون الاكتراث إلى القوى الأمنية أو حتى العقوبات التي يفرضها القضاء.
فعلى من نلقي اللوم، ومن يتحمل مسؤولية هذه الدماء؟ هل نلقي اللوم على الثورة التي سمحت أن يتسلقها المجرم والفاسد، أم على هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أمراء وقادة همهم حماية مناطق سيطرتهم من دون أن يلقوا بالاً إلى ما قد يحصل فيها؟
ولكن العاقل يعلم حق المعرفة أن الأمر لا يعدو كونه وجود بعض السيئين الذين لا يختلفون عن أولئك الموجودين تحت ظل النظام، وليسوا إلا عبارة عن مجرمين يستبيحون دماء الأبرياء بفتاوى شخصية لا تنطبق إلا عليهم.
Sorry Comments are closed