ياسر محمد – حرية برس
جددت موسكو تهديدها لإدلب تزامناً مع نشر ميليشيات موالية لها على حدود منطقة “خفض التصعيد” بريف حماة، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تشكيل “هيئات تطبيع” لتسوية الوضع النهائي بعد الحرب.
وفي التفاصيل، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، عن فكرة “تشكيل هيئات لتطبيع الأوضاع في سوريا” بعد النصر على تنظيم “داعش” وسحب جميع القوات (لم يحددها).
وقال بوتين للصحفيين: “فيما يخص مجموعة العمل، فإن الفكرة تتلخص في تشكيل هيكل عملي يتعامل مع التطبيع النهائي للأوضاع بعد قمع آخر بؤر الإرهاب من قبل كافة الأطراف المعنية، وقبل كل شيء الجمهورية العربية السورية بالتأكيد، و(قيادة) الجمهورية العربية السورية (نظام الأسد)، والمعارضة، وبلدان المنطقة، وجميع المشاركين في هذا الصراع”.
ويأتي حديث بوتين في الوقت الذي جددت فيه وزارة خارجيته التهجم على اتفاق إدلب بذريعة سيطرة “هيئة تحرير الشام” على المنطقة، وسعيها إلى توسيع تلك السيطرة بحسب مزاعم موسكو.
حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن مسلحي تنظيم “جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)” يحاولون توسيع نطاق نفوذهم في سوريا، وبسط سيطرتهم على محافظة إدلب بالكامل. وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية.
وقالت زاخاروفا خلال إيجاز صحفي: “من بين أهم تهديدات أمن واستقرار سوريا هو تحالف إرهابيي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر تقريباً على منطقة خفض التصعيد في إدلب بالكامل. ويعمل القادة الميدانيون للمسلحين على إعادة تشكيل المجموعات المتحالفة مع هيئة تحرير الشام من أجل زيادة قدراتها الهجومية باتجاه حلب، وحماة، وجبال اللاذقية، ويعتزم المسلحون توسيع نطاق سيطرتهم، وبسط سيطرتهم الكاملة على محافظة إدلب”.
وتزامنت تصريحات الخارجية الروسية مع حراك عسكري روسي على الأرض في المنطقة المعنية تحديداً.
إذ واصلت روسيا نشر قوات موالية لها على طول الخطوط المتقدمة المحاذية لخطوط التماس مع المعارضة في ريف حماة الغربي، حسبما أفادت مصادر محلية.
وفي مسعى من موسكو لتمكين “الفيلق الخامس” الموالي لها والمشكل من المقاتلين السابقين في فصائل “المصالحات” بالجنوب في محيط إدلب، عمدت إلى إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية من الفيلق ذاته مؤخراً، وذلك بعد أن أرغمت قوات “الفرقة الرابعة” على الانسحاب تدريجياً من هذه المناطق، بعد اشتباكات محدودة معها في منطقة سهل الغاب بريف حماة.
وإضافة إلى تهديد إدلب والضغط على تركيا، تهدف روسيا من وراء هذا الانتشار إلى تقليم أظافر إيران في المنطقة، وفق ما قال محللون، إذ إن الفرقة الرابعة التي كانت منتشرة هناك تدين بالولاء لإيران، كما أن إبعاد شبح إيران عن المنطقة يجعل روسيا وتركيا متفردين بتقرير مصيرها بعيداً من الشعارات التي تطلقها إيران وتعطل أي حل سياسي ممكن.
وبعد اجتماعه مع بوتين، أمس الأربعاء، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن لديه انطباعاً مفاده بأن إخراج القوات الإيرانية من سوريا بات هدفاً معلناً لروسيا.
ونقل موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، اليوم الخميس، عن نتنياهو قوله للصحافيين الإسرائيليين الذين رافقوه في الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى موسكو، منذ إسقاط الطائرة الروسية بسورية في سبتمبر/أيلول الماضي، إنه بحث مع بوتين تشكيل لجنة يشارك فيها ممثلو العديد من الدول بهدف دراسة سبل إخراج القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، والتي دخلت البلاد بعد اندلاع الحرب”. واستثنى نتنياهو القوات الروسية “التي كانت موجودة قبل الحرب” بحسب زعمه!.
ومن شأن هذا السيناريو، إن صح، أن يقرب مجدداً بين وجهتي النظر الروسية والأميركية للحل في سوريا، إذ إن كل ما تطلبه واشنطن هو إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، وهو ما يضع رأس النظام على المحك إذ إنه ربط مصيره كلياً بالاحتلال الإيراني، ورجح الحضن الإيراني على الروسي في زيارته الأخيرة لطهران.
Sorry Comments are closed