ياسر محمد – حرية برس
تصاعد التوتر بين اللاعبين الإقليميين والدوليين حول مصير “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، ودخلت فرنسا على الخط بقولها إنها تدرس إرسال جنود فرنسيين لحماية “الأكراد السوريين” في المنطقة، وهو ما سيلاقي اعتراضاً تركياً روسياً كبيراً، ويعمّق الانقسام السوري وينمي طموح الانفصاليين في إنشاء كيان “روجافا”.
فبعد اعتراض فرنسا الشديد على القرار الأميركي بالانسحاب من شرق الفرات، وترحيبها مؤخراً بقرار واشنطن الإبقاء على 200 جندي لـ”حفظ السلام”، قال وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، إن بلاده “ستقرر قريباً ما إذا كانت سترسل قوات لحماية الكرد في سوريا”.
وخلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيرته الأسترالية ماريز باين، مساء أمس الثلاثاء، قال لودريان إن “باريس تنتظر مزيداً من المعلومات عن الجنود الذين ستبقي عليهم واشنطن في سوريا قبل أن تقرر ما إذا كانت سترسل قوات لحماية الكرد السوريين”.
وأعرب لودريان عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة الأخير الذي ينص على إبقاء مئتي جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، مضيفاً أن “ما يهم حالياً هو التنسيق مع واشنطن على شروط تطبيق ذلك”.
وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “هدف تركيا الرئيس في الوقت الحاضر هو ضمان إخراج تنظيم (ي ب ك/بي كا كا) الإرهابي من منبج، ووفاء واشنطن بوعدها المتمثل بجمع الأسلحة التي قدمتها للتنظيم.
وأصر أردوغان في مقابلة مع قناتي “إن تي في” و”ستار تي في” التركيتين، أمس الثلاثاء، على ضرورة تولي تركيا الإشراف على “المنطقة الآمنة”، قائلاً: “نحن من سيكون هناك”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن تركيا لن تترك المنطقة الآمنة لغيرها من الدول بما في ذلك فرنسا التي ذكرها بالاسم، موضحاً: “إصرارنا واضح، وهو أن تبقى المنطقة الآمنة التي تعتبر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنا، تحت السيطرةالتركية، ولن نتركها لا لألمانيا ولا لفرنسا، ولا للولايات المتحدة.. وهذا ما أبلغته لهم بكل وضوح”.
وتمتلك فرنسا قوة عسكرية في بادية دير الزور ساهمت بشكل مباشر في دعم ميليشيات “قسد” وتوجيه ضربات مدفعية لمقاتلي “داعش”، وفي شهر كانون الأول الماضي، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، إن فرنسا لن تجني شيئاً من إبقاء قواتها في سوريا لحماية المليشيات الكردية هناك، وذلك تعقيباً على إعلان باريس أنها ستبقي على قواتها لحماية “الأكراد السوريين”.
ولن تكون تركيا وحدها المعترضة على المساعي الفرنسية، فمعارضة روسيا للخطوة لن تكون أقل، إذ يسعى الروس إلى السيطرة على المنطقة فعلياً من خلال إعادتها إلى سلطة نظام الأسد الصورية.
وفي هذا الخصوص، أصدرت روسيا بياناً، اليوم الأربعاء، يدعو القوات الأمريكية إلى الرحيل والسماح للقوات الروسية وقوات الأسد بإجلاء لاجئين من مخيم “الركبان” في جنوب شرق سوريا. وقال البيان: “ندعو الولايات المتحدة التي توجد وحدات عسكرية لها على الأراضي السورية بصفة غير مشروعة إلى الرحيل عن البلاد”.
وبخصوص مخيم “الركبان” الذي تصر روسيا على إخلائه نحو مناطق النظام، ويصر سكانه على الرفض، جاء في البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية أن “القوات الروسية وقوات الأسد جهزت حافلات لنقل اللاجئين في المخيم بمنطقة الركبان وستضمن لهم العبور الآمن حتى يتسنى لهم بدء حياة جديدة”.
ويحتمي هؤلاء النازحون الذين يتجاوز عددهم الخمسين ألف مدني، بقاعدة “التنف” الأميركية القريبة، ما يمنع روسيا والنظام من اقتحام المخيم، حيث يعول نازحوه على بقاء القوة الأميركية في “التنف”، وهو أمر مرجّح بحكم أن الولايات المتحدة تعد هذه النقطة أساسية لقطع الطريق على إيران ومنع مشروع وصل طهران بدمشق وبيروت براً.
Sorry Comments are closed